في كل مرة كانت أسرتي التي نسميها( القبيلة) تجتمع كان الشباب ينتحون جانبا بعد فترة ويبدأون في التهامس. وكثيرا ما رأيتهم يتبادلون عنوانا الكترونيا أو أرقام تليفونات وعرفت أنهم جميعا يسعون للهجرة فالبلد كما يقولون مش بلدهم. هجرة خيرة شبابنا المتعلم كانت تحزني وكانت فكرة اقناعهم بعكس ذلك رده عاجبك الفساد.. عاجبك المحسوبية.. عاجبك كذا وعاجبك كذا ويضيفون نحن هنا في مصر مواطنون درجة عشرة علي الأقل بعد الهجرة ستكون مواطنين درجة ثانية. وكان ردي دائما من سيبقي في مصر اذا هاجر شبابها؟ لقد كان والدي رحمة الله وكل ابناء جيله علي اقتناع أن الاستثمار الحق هو في التعليم تعليم الأولاد أهم من كنوز الدنيا.. فلم يبخلوا علينا بأي فرصة للاستزادة من العلم.. وجاء جيلنا لنطبق نفس النظرية بحذا فيرها وكانت فرصة سفر الابناء والحصول علي أعلي الدرجات العلمية أسهل.. فأصبح أولادنا أحسن منا. وعندما شاهدت صدفة عرض برومو الصديق الفنان محمد صبحي, كلمته تليفونيا وسألته أن يعيد الجملة التي أعجبتني وكانت عايزين تهاجروا.. هاجروا.. بس أنا مش حسيبها لأني باعشق ترابها وباعشق حتي عذابها وشكرته لأن هذا فعلا هو إحساسي.. كان هذا قبل ثورة25 يناير بيومين فقط وحدث ما حدث وخرج نفس هؤلاء الشباب الي الشارع.. ولم أخشي عليهم فهذا وطنهم.. واستشهد أحد صغار أفراد الأسرة.. وزاد عدد ثوار التحرير الصغار والكبار.. وادركت أن استثمارنا جاء بالنتيجة المرجوة ولما لا.. فالبلد بلدنا جميعا.. فلا ترحلوا أبقوا فمصر في لا حاجة اليكم.