موعد اكتساب الفائزين في انتخابات مجلس الشيوخ مهام العضوية    6 قطاعات تتصدر قائمة الأسهم المقيدة الرئيسية من حيث قيم التداول بنهاية الأسبوع    إزالة 400 حالة ضمن الموجة ال27 لإزالة التعديات ببنى سويف    تفاصيل أولى جلسات الحوار المجتمعي حول قانون التعاونيات الزراعية الجديد    تفاصيل جولة محافظ الدقهلية المفاجئة على المخابز بمدينة المنصورة وشربين ورأس الخليج..صور    طاقم حكام مصري بقيادة أمين عمر لمباراة كينيا وجامبيا بتصفيات كأس العالم    ياسر ريان: لا بد من احتواء غضب الشناوي ويجب على ريبييرو أن لا يخسر اللاعب    روما يقدّم عرضًا رسميًا لضم جادون سانشو من مانشستر يونايتد    تشييع جثامين ضحايا حريق مخزن بلاستيك في القناطر الخيرية    ضبط مسؤول مخزن مستلزمات طبية دون ترخيص في القاهرة    أنغام تتحسن صحيًا، وطاقم طبي يرافقها على مدار الساعة    11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة.. أبرزهم العش وعمر كمال    تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية    الإسكان توضح كيفية تلقى طلبات مستأجرى الإيجار القديم لحجز وحدات بديلة    تفاصيل بدء تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادي    تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر.. أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات    ترامب: أريد رؤية الصحفيين يحصلون على حق الوصول إلى غزة    محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى    إعلام إسرائيلي: الجيش شكل وحدة خاصة مهمتها اغتيال الصحفيين في غزة    جميلة عوض تعوض غيابها عن السينما ب4 أفلام دفعة واحدة    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 47 مليونا و230 ألف خدمة مجانية خلال 30 يوما    الاحتلال يعتقل ثلاثة فلسطينيين من بلدة «يطا» جنوب الخليل بالضفة الغربية    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 53 مسيرة أوكرانية غربي البلاد    أسعار البيض اليوم الجمعة 15 أغسطس    «سيناريو متكرر».. ناشئو الفراعنة لكرة اليد يودعون المونديال    تامر حسني: «محمد منير ساعدني وقت ما كان فيه ناس بتحاربني»    «الصبر والمثابرة».. مفتاح تحقيق الأحلام وتجاوز العقبات    «الأرصاد» تحذر المواطنين من التعرض لأشعة الشمس في هذا التوقيت    سلطة المانجو والأفوكادو بصوص الليمون.. مزيج صيفي منعش وصحي    الداخلية تضبط عصابة تستغل أطفالاً في التسول وبيع السلع بالقاهرة    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    حزب الله: قرار نزع سلاح المقاومة يجرد لبنان من السلاح الدفاعى    الأنبا إيلاريون يشارك في احتفالات نهضة العذراء بوادي النطرون    إيهاب واصف: قانون تنظيم "صناديق الذهب" خطوة إستراتيجية لجعل مصر مركزا إقليميا في الصناعة    رئيس البحوث الزراعية يبحث مع مدير البحوث البستانية بالسودان التعاون المشترك    رئيس الأوبرا: نقل فعاليات مهرجان القلعة تليفزيونيا يبرز مكانته كأحد أهم المحافل الدولية    "حزب الله" يحذر الحكومة اللبنانية: أي فتنة داخلية مسؤوليتكم.. ولن نسلم السلاح    قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا    ضربات أمنية نوعية تسقط بؤرًا إجرامية كبرى.. مصرع عنصرين شديدي الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة ب110 ملايين جنيه    علاء زينهم: عادل إمام كان يفتخر بكفاحي وعملي سائق تاكسي قبل المسرح    لاعب الأهلي السابق يوضح سبب تراجع بيراميدز في بداية الدوري    أجمل رسائل تهنئة المولد النبوي الشريف مكتوبة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين.. «إجازه مولد النبي كام يوم؟»    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15- 8- 2025 والقنوات الناقلة    حكام مالي العسكريون يعتقلون جنرالين وآخرين في مؤامرة انقلاب مزعومة    مفتي الجمهورية يستنكر التصريحات المتهورة حول أكذوبة «إسرائيل الكبرى»    لا تتجاهل هذه العلامات.. 4 إشارات مبكرة للنوبة القلبية تستحق الانتباه    ما هو حكم سماع سورة الكهف من الهاتف يوم الجمعة.. وهل له نفس أجر قراءتها؟ أمين الفتوى يجيب    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    د.حماد عبدالله يكتب: الضرب فى الميت حرام !!    #رابعة يتصدر في يوم الذكرى ال12 .. ومراقبون: مش ناسيين حق الشهداء والمصابين    رسميًا ..مد سن الخدمة بعد المعاش للمعلمين بتعديلات قانون التعليم 2025    «هتستلمها في 24 ساعة».. أماكن استخراج بطاقة الرقم القومي 2025 من المولات (الشروط والخطوات)    خالد الغندور: عبد الله السعيد يُبعد ناصر ماهر عن "مركز 10" في الزمالك    هترجع جديدة.. أفضل الحيل ل إزالة بقع الملابس البيضاء والحفاظ عليها    تناولها يوميًا.. 5 أطعمة تمنح قلبك دفعة صحية    تعرف على عقوبة تداول بيانات شخصية دون موافقة صاحبها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلام‏..‏ عزة وهداية

يصعب علي المتابع لمسيرة الإسلام في العهد الراهن‏,‏ أن يتعرف علي الصورة الصحيحة لهذا الدين‏,‏ إذ يجد في المشهد القائم‏,‏ تشوهات أصابت حقيقته‏,‏ وتكالبت علي رسالته‏,‏ تطعنه في صميم عقيدته ونظامه‏. وتنعته بكل النقائص والمعايب‏,‏ وتسيء إليه أيما إساءة‏,‏ وتوظف هذه القوي المهيمنة في العالم المعاصر كل ما أوتيت من رؤي فكرية‏,‏ ومذاهب أيديولوجية‏,‏ وآليات تقنية وإعلامية جبارة‏,‏ وترسانة حربية لحصار دين الإسلام‏,‏ وخنق منظومته في العقيدة والتشريع والحضارة والأخلاق‏.‏ وقد تسارع إيقاع القوي الغربية علي هذا الطريق المخرب لحقائق الدين المزدري لكل ما جاء به من رصيد إيماني‏,‏ وفكر رباني أصيل يفجر إشراقات روحية‏,‏ ويبعث هداية ممتدة الآفاق يعم نورها جنبات النفس الإنسانية‏,‏ يحيا بها القلب والعقل‏,‏ وتعيد إلي الإنسان فطرته النقية‏,‏ وتطهرها من شوائب الضلالة والظلمة‏,‏ فتجعله مؤمنا بالحقيقة المطلقة في وجود الإله الخالق الواحد المهيمن علي الكون وما فيه ومن فيه‏.‏
علي هدي هذه الحقيقة قام الإسلام كدين جمع رسالات الأديان‏,‏ ودعا إلي التعاون والتعايش والتواصل بين البشرية كلها‏,‏ والخلاص من وقوع الإنسان أسيرا للأهواء والمطامع والشهوات التي تحمله علي الصراع والعدوان والسيطرة ومصادرة حقوق بقية بني الإنسان‏,‏ والإحساس بأنه‏,‏ بما حققه من قوة مادية‏,‏ يستطيع أن يغير ناموس الكون والحياة‏,‏ بمنأي عن القوة الأعظم‏,‏ الله مالك الملك والملكوت‏.‏
وبرغم ذلك تنتقص قوي الغرب‏,‏ من قيمة الدين‏,‏ وتتعمد أن يغيب عن الوجود‏,‏ علي الرغم مما أوتيت من عقل وعلم ومدنية ناهضة‏,‏ وتقنية غير مسبوقة‏,‏ وتصب كل جهودها نحو إزاحة الإسلام لما يتمتع به من حيوية وأيديولوجية خلاقة ومبدعة‏,‏ يوحد العقائد ويرفع العقل المتفكر ويصحح التصورات الخاطئة بشأن الإله رب الوجود والناس في بساطة ويسر وعمق ينفذ إلي القلوب المتجردة للمعرفة الحقة دون تأثيرات عبثية شيطانية ويدعو إلي ما اجتمع عليه الأنبياء والرسالات الإلهية وما أرسلنا قبلك من نبي إلا يوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون‏.‏
فالإسلام خلاصة الأديان في إسعاد الناس في أمور الاعتقاد والحياة‏,‏ أرسل الله به النبي محمد صلي الله عليه وسلم يخاطب العقل في حسم ووضوح‏,‏ في ترسيخ ركيزة الإيمان بقوله‏:‏ أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏
فهو دعوة الرسول للهداية الراشدة للعالمين ياأيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم‏,‏ فإذا آمنتم كنتم ملوكا في الجنة‏.‏
ولأن رسول الإسلام‏,‏ أدرك بيقينه في الله‏,‏ قيمة الدين في بناء واستقامة الإنسان‏,‏ وصلاح النفس‏,‏ وسلامها مع ذاتها ومع من حولها‏,‏ ومع العالمين‏,‏ فإنه جاهد من أجل إحياء الإنسان‏,‏ ومقاومة الغواية والعصيان‏,‏ وهنا تتجلي عظمة الدين في إحياء النفس وتربية الضمير‏,‏ والتعايش في سلام مع النفس والأهل والجماعة والمجتمع والآخرين‏.‏ واعتبر السلام دعوة هداية‏,‏ وبلاغا قرآنيا‏;‏ في قوله تعالي‏:‏ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلي النور‏,‏ ويهديهم إلي صراط مستقيم‏.‏
لكن غابت هذه الحقيقة‏,‏ عن المسلمين ففقدوا مكمن القوة في دينهم‏,‏ ولم يسلكوا ما سلكه رسولهم وسلفهم الصالح في تعميق إيمانهم‏,‏ وتجديد حياتهم‏,‏ وإحياء دينهم بالتوحد حول وسطيته واعتداله وعقلانيته واستنارته‏,‏ بدلا من هذه الفرقة والطائفية والانقسام علي حساب الدين‏,‏ وانحرافا عن جوهره‏,‏ وتغييرا وتحريفا عن معلمه الأساسي الرباني في التوحد والوسطية‏,‏ وهي عقيدة أهل السنة والجماعة التي تجمع المسلمين علي صحيح الإسلام في القرآن‏,‏ وكذلك جعلناكم أمة وسطا‏.‏ وفي السنة‏:‏ قل آمنت بالله ثم استقم‏,‏ ونبه عليها ابن تيمية بقوله‏:‏ فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون‏,‏ فإنه الصراط المستقيم‏,‏ صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‏.‏
هذه الوسطية‏,‏ تتطلب التفاف الأمة الإسلامية حول التوحد في الشأن الديني‏,‏ وأن يجتمعوا حول أصول الإسلام وثوابته‏,‏ وأن ينأوا بأنفسهم عن التفرق المذموم‏,‏ فالتعددية الطائفية مرفوضة‏,‏ كما هي حاصلة الآن‏:‏ السلفية والصوفية والأحباش والقرآنيون‏,‏ والشيعة كذلك الكف عن دعاوي التكفير والتفسيق والتبديع وأن يسلكوا سبيل المصلحة الإسلامية العامة في وحدة الصف‏,‏ ولزوم الجماعة‏.‏
إن علي الجماعات المسلمة التي تملأ الدنيا ضجيجا باحتكار الإسلام وكأنها وحدها المسلمة دون المسلمين‏,‏ من خلال الفهم المتشدد أو المتطرف وسلوك جامح عدواني علي بني الدين والوطن والأبرياء في كل مكان‏,‏ إن الإسلام أكبر من ذلك الشطط والجهالة‏,‏ وأنه دعوة إلي وحدة الإيمان بالله والرسل والكتب المنزلة والملائكة واليوم الآخر‏,‏ وهي الأصول القطعية‏.‏
ويستوجب ذلك أن تختفي من علي الساحة الاختلاف حول أركان الإسلام‏,‏ فهناك من يصلي في مساجد أقاموها لجماعتهم بعيدا عن مساجد المسلمين‏(‏ أهل السنة والجماعة‏)‏ وفقا لطقوس غريبة عن الإسلام‏,‏ ناهيك عن الاختلاف في بدء ركن الصيام‏,‏ ونهايته‏,‏ حتي صار داخل البلد الواحد‏,‏ ثلاثة أوقات لبدء الصيام وثلاثة أوقات للاحتفال بالعيد‏,‏ أفلا يدري المنشقون عن الجماعة ولو علي فرض أنها مخطئة في رأيها أنها بهذا الخلاف وتصدع وحدة المسلمين ارتكبت أكبر جناية في حق الإسلام‏,‏ وأن فعلها ليس فقط خطأ وإنما خطيئة كبري‏,‏ لأن فيه التفرق المذموم وإضعافا لقوته والإساءة إليه‏.‏
إن أحد أسباب انحطاط المسلمين‏,‏ هو اختزال الإسلام في أشكال ورسوم بعيدا عن لب الدين وجوهره‏,‏ والبعد عن الفهم السديد في العمل النافع لرفعة الدين والدنيا‏,‏ مما ضيع وحدتهم‏,‏ وأذهب قوتهم‏,‏ وجعلهم فريسة سهلة للمتربصين بالإسلام وأهله‏,‏ يدورون في فلكهم‏,‏ ويرجون رضاهم‏.‏
ويتعين علي المسلمين للخروج من المأزق الراهن تجديد الإيمان واستعادة الفهم الصحيح لمقاصد الدين وثوابته‏,‏ وأن يجعلوا مناط اهتمامهم‏,‏ الهم الإسلامي العام‏,‏ والمصلحة الشاملة للمسلمين‏,‏ وأن يترسموا الطريق الوسط والاعتصام بالأصول والاجتهاد في الفروع‏,‏ تطبيقا لقاعدة‏:‏ نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه مما يجعل تجديد الفهم الإسلامي لقضايا العصر والحياة فريضة حاضرة ليست غائبة عن فكر وواقع المسلمين‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.