في افتتاح قمة شرم الشيخ الاقتصادية العربية, حدد الرئيس مبارك الخطوط الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في المنطقة العربية, وقال ان الاتفاقيات المشتركة العربية العديدة تستحق الحسم والمراجعة تمهيدا لوضعها في حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن, وآثار قضية البطالة, داعيا الزعماء العرب الي التعاون المشترك من أجل توفير المزيد من فرص العمل خاصة للشباب الذين يشكلون نسبة25% علي الأقل من سكان المنطقة العربية, وحرص مبارك علي تناول تجربة التنمية الاقتصادية في مصر بصورة موجزة أكد من خلالها ضرورة تعديل التشريعات الوطنية بما يضمن ضخ استثمارات القطاع الخاص في شرايين الاقتصاد العربي. وحذر الرئيس من التهاون في مواجهة آثار أزمة الغذاء العالمية داعيا الي بلورة رؤية عربية مشتركة تضمن التعامل مع الأزمات المماثلة وتخفيف آثارها علي شعوب المنطقة, ودعا مبارك الأمين العام للجامعات العربية الي عقد اجتماعات مع ممثلي المؤسسات والصناديق العربية لوضع أفضل السبل لتنفيذ مشروعات عربية مشتركة عملاقة في مجالات الطاقة والاتصالات والربط بخطوط السكك الحديدية. أما الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ورئيس القمة الاقتصادية العربية الأولي فقد حث الدول العربية علي اقتناص فرصة التحسن النسبي الحالي للاقتصاد العالمي من أجل رفع معدلات التنمية الاقتصادية في البلدن العربية. وشدد علي أهمية الصندوق الذي دعت اليه دولة الكويت خلال القمة السابقة والخاص بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة. ويصل رأس مال هذا الصندوق الي ملياري دولار. وأكد الشيخ محمد بن راشد رئيس وفد الامارات الي القمة الاقتصادية ان اجتماع القادة يجسد حرص الدول العربية علي وضع أسس وآفاق العلاقات الاقتصادية بينها وتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة, كما تؤكد الحرص علي الاهتمام بالتنمية الاقتصادية من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي, خاصة في مجال الاستثمار والتجارة وأضاف محمد بن راشد أن التعاون الاقتصادي قد ساهم بشكل فاعل في تعزيز وتوثيق العلاقات بين الشعوب العربية, وقال لقد كان لمنطقة التجارة الحرة العربية أكبر الأثر في انسياب ونمو التجارة البينية, حيث بلغت نحو13 مليار دولار عام1998 وارتفعت الي نحو88.4 مليار دولار في عام2008 وقال ان هذا الارتفاع سرعان ما تأثر بالأزمة المالية العالمية ما أدي الي تراجعها بنسبة19% لتبلغ حوالي71 مليار دولار عام.2009 وأكد الشيخ محمد بن راشد ضرورة التركيز علي قطاع تجارة الخدمات وأشار الي ان الامارات علي قناعة تامة بأن التعاوم الاقتصادي العربي يسهم وبشكل كبير في تحقيق التقدم والرخاء ويدعم التنمية المستدامة والشراكة الفاعلة وقال ان تفعيل التواصل والتعاون هو الطريق الأمثل لخلق كتلة اقتصادية عربية مؤثرة. وأضاف بن راشد ان أهم التحديات الاقتصادية المستقبلية تتمثل في أزمة الأمن الغذائي والموارد المائية وتستدعي منا وضع استراتيجية عربية متكاملة لمواجهتها, وإقامة شراكات إستراتيجية في المجال الزراعي. واختلفت بؤرة اهتمام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح نسبيا خلال الجلسة الافتتاحية فقد دعا في كلمة الي سرعة قيام السوق العربية المشتركة بوصفها أحد أقدم المشروعات التي وضعتها الجامعة العربية ولم تر النور حتي الآن. وبرصانته المعتادة, تناول عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية إيجابية التنمية الاقتصادية المشتركة علي صعيد الأمن القومي العربي, وقال ان المفهوم المستحدث للأمن القومي بات أوسع بكثير مما كنا نركز عليه في الماضي فالأمن المائي والغذائي والاقتصادي للفرد العربي يرسخ أسس الأمن القومي الشامل. وعبر موسي عن ارتياحه للتوجه المتزايد للقمة العربية تجاه العمل الاقتصادي المشترك, وقال ان القضايا السياسية استغرقت كثيرا من الوقت والجهد علي حساب التنمية الاقتصادية المشتركة. ويشارك في القمة10 زعماء عرب, إضافة الي عشرة رؤساء للوفود وسبق بدء أعمال القمة التقاط صورة تذكارية لجميع الزعماء وفي مقدمتهم الرئيس مبارك بوصفه رئيس القمة الثانية. وعند بدء أعمال القمة تسلم مبارك رئاستها من الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت ورئيس القمة الأولي التي عقدت بالكويت منذ عامين.