أدت الأحداث المتسارعة في تونس التي انتهت بخروج رئيس البلاد زين العابدين بن علي من البلاد إلي السعودية إلي ردود فعل دولية أجمعت في معظمها علي احترام إرادة التونسيين والحوار الوطني. ففي وقت ذكر فيه بيان صادر عن قصر الإليزيه ان فرنسا تأمل في تحقيق التهدئة وانتهاء أعمال العنف في البلاد, دعا الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي الي عقد إجتماع علي مستوي رئاسة الوزراء لبحث التطورات التونسية و مصير الرعايا الفرنسيين لدي تونس. من جانبها, اهتمت الصحف الفرنسية اهتماما بالغا بمتابعة هرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلي خارج البلاد تحت وطأة ضغوط المتظاهرين, وقالت صحيفة لوفيجارو تحت عنوان الشارع يطرد بن علي, أن بن علي غادر تونس بينما لم ترغب فرنسا في استضافته, خوفا من إثارة الجالية التونسية في باريس, غير ان الخارجية الفرنسية أصدرت بيانا أعلنت فيه عدم تلقيها أي طلبات بهذا الشأن, مؤكدة أنه في حالة تقديم طلب بهذا الشأن فإن باريس سوف تتخذ قرارا بالإتفاق مع السلطات الدستورية التونسية. أما صحيفة ليبراسيون فأشارت تحت عنوان الحرية التي كتبتها في صفحتها الأولي باللغة العربية, إلي أن المظاهرات المعادية للنظام أجبرت بن علي علي الهرب من تونس بعد23عاما من الحكم والقهر بلامنازع, وشهر من المظاهرات ووقوع ما لا يقل عن80 قتيلا. وأضافت الصحيفة أن إعلان بن علي انه لن يترشح في انتخابات عام2014 كان بمثابة انتحار سياسي. وفي واشنطن: أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان صادر عن الخارجية الأمريكية الليلة قبل الماضية إنه من الواضح أن هذه لحظة تحول حاسمة في تونس ومن المهم عند هذه الفترة وما بعدها, أن تحترم الحكومة التونسية حق الشعب في التجمع السلمي والتعبير عن آرائه. وأضافت: إننا نتطلع أن تعمل الحكومة التونسية علي إرساء أسس أمتن لمستقبل يكون قائما علي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وندعو إلي إجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب تكون معبرة عن إرادة وطموحات الشعب التونسي. ومن ناحية أخري, أكدت وزارة الخارجية الأمريكية شرعية تسلم رئيس الوزراء في تونس للسلطة مؤقتا في عقب مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي للبلاد, وأيدت مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال التونسي محمد الغنوشي التي أكد فيها استعداده للعمل مع كل الأحزاب السياسية للتوصل إلي اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. وقال جون سوليفان المتحدث الرسمي باسم دائرة الشرق الأدني وشمال إفريقيا في الخارجية الأمريكية إن الرئيس بن علي غادر تونس وتسلمت حكومة تصريف أعمال السلطة برئاسة رئيس الحكومة, والدستور التونسي يمنحه06 يوما لتصريف الأعمال للتمهيد لإجراء انتخابات جديدة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة متشجعة مما أعرب عنه الغنوشي عن استعداده للعمل مع كل الكتل السياسية والمجتمع المدني للتوصل إلي اتفاق. وأوضح أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن للشعب التونسي الحق في اختيار قادته وأن الحوار السياسي المفتوح يشكل أفضل وسيلة لمعالجة مطالب الشعب التونسي في وقت محدد وبطرق سلمية. وأشار سوليفان إلي أن الولاياتالمتحدة تعبر عن دعمها للشعب التونسي في الظروف الصعبة التي يمر بها, وأنه علي الحكومة التونسية أن تتجاوب مع اهتمامات الشعب لتوفير الحريات السياسية والحكم الديمقراطي وتحسين الأوضاع الاقتصادية, وأن الولاياتالمتحدة ستكون أيضا علي استعداد لمساعدة الشعب التونسي قدر الإمكان وفي الوقت الملائم. و كان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد أشاد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي داعيا إلي إجراء انتخابات نزيهة وحرة. و في لندن: نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بإرجاء كافة الأسفار غير الضرورية إلي تونس نظرا للاضطرابات التي يشهدها ذلك البلد حاليا, فيما ألغت شركات السفر والطيران البريطانية الرحلات المقررة سلفا. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن وزارة الخارجية قولها إن الأوضاع في تونس تتغير بسرعة وبشكل لا يمكن توقعه, داعية كافة البريطانيين في تونس بتحمل مسئولية أمنهم الشخصي والابتعاد عن المظاهرات والحرص علي اليقظة ومتابعة تعليمات سلطات الأمن المحلية وشركات السياحة والبقاء في الأماكن المغلقة بقدر الإمكان, مؤكدة أن السلطات البريطانية تواصل مراقبة الوضع عن كثب. و في برلين: طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي بإجراء إصلاحات ديمقراطية في البلاد. ودعت المستشارة الالمانية الغنوشي الي أن يقترب من المحتجين وان يطبق ديمقراطية حقيقية. وذكرت ميركل أنه لا غني عن احترام حقوق الإنسان وضمان حرية الصحافة وحرية التجمع.وأكدت المستشارة استعداد بلادها والاتحاد الأوروبي لدعم الغنوشي في إحداث مثل هذه البداية الجديدة. و في بكين:أعربت الصين عن أملها في استعادة الاستقرار في تونس في أقرب وقت ممكن.وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في أول تعليق رسمي لبكين علي التطورات المتلاحقة علي الساحة التونسية تونس صديق للصين, والبلدان شريكان مهمان خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار, والصين تشعر بقلق لما يحدث في تونس وتأمل في استعادة الاستقرار بالبلاد في أقرب وقت ممكن, بإعتبار أن مجتمعا مستقرا يعد من المصالح الأساسية لمواطني البلاد. وأوضح أن الصين تراقب الوضع في تونس بشكل وثيق منذ الحادثة الأليمة التي وقعت في ولاية سيدي بوزيد أوائل ديسمبر العام الماضي عندما أقدم الشاب محمد بوعزيزي علي إشعال النار في نفسه احتجاجا علي تردي الأوضاع الإجتماعية في البلاد, إلا أنه أكد التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري وإحترام السيادة الوطنية للدول.