كنت ولا أزال مصرا علي أن الصراع العربي الاسرائيلي لن تحسمه علي الأقل في الحقبة الحالية القوة العسكرية, وأنه من العيب علينا نحن مئات الملايين من العرب أن نظل طوال هذه السنوات الطويلة نبكي ونصرخ ونشجب وندين. ونتسول كلمة تأييد من هنا وكلمة استرضاء من هناك, في الوقت الذي وصل فيه بضعة ملايين من الاسرائيليين الي مرتبة عالية في العديد من المجالات العلمية والتكنولوجية المتقدمة في الكثير من التخصصات. أقول هذا وقلبي يمتليء بالأسي والحزن وأنا أتابع منذ فترة ماتوصلت اليه احدي شركات تكنولوجيا الدواء في القدسالمحتلة من اكتشاف كبسولات انسولين تعطي بالفم لمريض السكر بديلا عن الطريقة التقليدية المعروفة لاعطاء الأنسولين بالحقن تحت الجلد كعلاج لاغني عنه لمريض السكر. وقد بدأت بالفعل المرحلة الثانية للتجريب الاكلينيكي لهذا العقار في فرع للشركة في جنوب إفريقيا.. وأتوقع خروجه في غضون سنوات قليلة لسوق الدواء, معلنا بداية عصر جديد ومثير لعلاج هذا المرض الخطير. ومما يزيدني حسرة وألما أن هناك شركة أخري مماثلة في الهند تقوم بجهد مماثل في نفس المجال في تنافس علمي راق ومحترم في عصر لايحترم الا العلم والعلماء ولايقدر الا المجدين والمبدعين ولامكان فيه للخامل والبليد. ومما يزيد من شعوري بالألم أننا بالفعل في مصر نمتلك ثروة بشرية عظيمة تتمثل في العديد من الكفاءات العلمية المتميزة والعقول العظيمة, والارادة الحديدية, ولكنها لاتجد مع الأسف المناخ المناسب ولا التشجيع الملائم الذي يضمن لهذه الجذور الطيبة أن تبقي وتثمر علما وابداعا في سماء البشرية. انني لاأدري حقيقة.. الي من أتوجه بالنداء.. ولكن فقط أضع الحقيقة بلا رتوش أمام كل من يهمه تقدم هذا البلد كل في موقعه, كما لا أستطيع أن أعفي المؤسسة الدينية الاسلامية وأجهزة الأعلام المصرية من مسئوليتها في نشر ثقافة الجمود, والتخلف, والتزمت, والتمسك بالاسلام الشكلي في حين كاد يختفي من عقول شبابنا جوهر الاسلام الحقيقي الذي يحض علي العمل,والاجتهاد والمنافسة, وتعمير الأرض والتفكر والتدبر وسبر أغوار الكون. انها مسئولية عظيمة وخطيرة.. سوف نحاسب عليها جميعا, فهل آن لنا أن نفيق قبل فوات الأوان؟.