قرأت الرسالة المنشورة في بريد الأهرام تحت عنوان مادة أساسية حول مادة التربية الفنية في المرحلة الإعدادية للدكتور أحمد الجيوشي استاذ مساعد الهندسة الميكانيكية جامعة حلوان وهو أحد ولاة الأمور وأرجو توضيح وجهة نظري في طرق تدريس الفنون كأحد الرواد في ساحة التربية والتعليم, ومن خريجي كلية الفنون التطبيقية العريقة سنة1962 في عصرها الذهبي مدرسا وموجها لأكثر من ثلاثين عاما في جميع مراحل التعليم العام وأقول: { إن التربية الفنية مادة ذات هواية خاصة لا تتوافر لكثير من الطلاب شأنها شأن التربية الموسيقية والتربية الرياضية التي تتطلب مواهب خاصة جعلها الله في الصفوة من خلقه مثل الطالب الذي يقرض الشعر لأن( الله) أعطاه ملكة النظم. ومنذ تخرجي وأنا أطالب بجعل التربية الفنية مادة هوايات لا يبدع فيها الجميع, ولكنها سبيلنا للأخذ بأيدي الموهوبين, وتنمية مهاراتهم الفنية, وصقل ملكة الإبداع لديهم. { ولأنه لا توجد أسس محددة للمناهج وطرق التدريس التربوية الدقيقة وتقدير الدرجات هباء منثورا بأسلوب عشوائي سائد, عند كثير من مدرسي الرسم, وحيث إن مؤهلاتهم العلمية والتربوية والفنية لا ترقي الي ادراك وفهم وتلقائية منذ الطفولة والصبا!! فإني أري تدريس التربية الفنية في مراحل التعليم العام وتقدير درجاتها( بإشراف دقيق) بحيث لا تضاف درجاتها للمجموع الكلي تماما وعليه ليس فيها نجاح أو رسوب. والطالب الموهوب في الرسم إذا حصل علي أعلي الدرجات أي الدرجة النهائية مثلا أو أدني من ذلك قليلا يشار الي موهبته الابداعية في الشهادة الإعدادية الحاصل عليها وحثه علي مواصلة التفوق الفني وتنمية ملكة الابداع لديه, وتصرف مكافأة سخية من وزير التربية والتعليم لمدرس المادة بما يعادل مرتب شهر أو شهرين!! { إن مدرس التربية الفنية هو المدرس الوحيد الذي لا يسلك طريقا للدروس الخصوصية علي الاطلاق, وولاة الأمور في عزوف عنه تماما, ولعل واحدا من الموهوبين فنيا أن يصبح من رموز الوطن العزيز مثل الفنان سيزان أو الفنان جوجان أو الفنان فان جوخ الذي أبدع لوحة( زهرة الخشخاش)..!! محمد عبدالحليم مكرم موجه عام التربية الفنية سابقا