هوصوت مصر وابن شرعي وصادق لأرضنا, وأهلنا, وحياتنا الحقيقية,وقطعة من مشاعرنا الأصيلة الحية التي لا تنفصل عن همومنا وتجاربنا المختلفة... محمد منير يشبه نشيد بلادي بلادي. في صفائه وصدقه وعذوبته وأمانة تعبيره عنا,عندما نجد شخصا يستمع أو يغني أغانيه فإننا نقول علي الفور:مادمت تسمع منير أو الكينج فأنت شقيقنا وصديقنا, وأنت من أهلنا ونحن من أهلك,لأن منير من الأصوات التي لها أهل يجتمعون حولها ويكتشفون من خلالها قرابتهم لبعضهم بعضا, ويدركون أنهم أبناء أرض مصرية واحدة ودار واحدة وهموم واحدة. والحوار مع منير مرهق جدا, وممتع جدا جدا,مرهق لأنه ينساب كالنهر الجارف لا تمنعه حواجز ولا سدود,يقول ما يريده ولا يخشي أحدا مهما كان وقع الكلام علي مستمعيه, وممتع لأنه من القلب, عندما يتكلم لا يختار ألفاظه وانما تخرج الكلمات من بين شفتيه علي طبيعتها دون مكياج. ذهبنا إليه في صومعته الكائنة في حي جاردن سيتي,ولا ندري ماذا سنسأله,وليس في ذهننا شيء معين, كل ما كنا نعلمه أننا نريد أن نجلس معه, وعلي باب شقته استقبلنا الكينج بحفاوة شديدة, فإليكم نص الحوار الذي لن نضع له أسئلة ولكن سنترك منير يحكي فلننصت إليه,لأنه حكيه لا يقل جمالا عن غنائه. في البداية تحدث معنا منير عن استعداده لحفله الصيفي السنوي الذي أقيم أمس,في الساحل الشمالي,والذي أقيم برعاية مؤسسة أخبار اليوم, وتمني أن يحقق نفس النجاح الذي حققه حفله الذي أقيم مؤخرا في مدينة ليفربول, ضمن فعاليات المهرجان الثقافي العربي ليفربول, حيث أقيم الحفل في قاعة ليفربول إحدي أهم قاعات الموسيقي في أوروبا,وضم الحفل أهم مغني البوب علي مستوي العالم,وتم إختياره نظرا لتأثيره الواضح في عالم الموسيقي. وقال: إنه كان يتمني ان يجد متابعة من الصحافة المصرية لهذا الحدث المهم, واكد:لا أملك من إعلام بلدي غير الحقيقة, بمعني أن أخباري كلها حقيقية وليست كاذبة أو مفبركة,لهذا لي عتاب علي الصحف المستقلة.... ذكر بعضها, وخاطب المسئولين عن هذه الصحف الخاصة والمستقلة بقوله مادامت لديكم رؤية مضادة لرؤية الدولة,وأقصد الدولة هنا ككيان, وليس رؤية مضادة لرئيس الجمهورية,بالنسبة للوضع السياسي والاقتصادي والإجتماعي,فعليكم أيضا أن تكون لديكم رؤية لدور الفن,فالفن عندنا لا يتعدي صورا كبيرة لنجمات لبنان او عربيات, وكأنهم بيوفروا كتابة أخبار فنية. الغناء أحزن أغني... أفرح أغني أتعب أغني... دايما أغني دنيا دايرة غصب عني في أيديه أيه غير أني أغني هذه الكلمات التي تغنيت بها في أحد أفلامي السينمائية,تنطبق تماما علي حياتي,فأنا لا أملك سلاحا أعبر به عن نفسي غير الغناء. وأتذكر أنه في عام1979 كنت مازلت في بداية مشواري الفني, وأثناء ذلك ماتت والدتي, وفي سرادق العزاء وبعد يوم كامل من العزاء, وبعد أن قل عدد المعزين في فترة العشاء,دخلت الحمام, وفي الحمام ضبطت نفسي متلبسا بالغناء,وظللت أدندن بحزن علموني عينيكي أسافر, وفجأة تنبهت أن هذا لا يصح خاصة أن والدتي ماتت من ساعات قليلة. وبعد نحو30 عاما تكرر نفس الموقف,فأثناء غنائي في حفلي الشهير في دار الأوبرا المصرية, تذكرت أثناء غنائي لأغنية لو كان لزاما علي شقيقي سمير الذي رحل قبل الحفل بيومين,فبكيت بشدة. وفي رأيي ان الغناء تحريض, وليس تعليقا علي الأحداث,فالفنان صاحب رؤية أشمل وأكثر مستقبلية, ولقد حرضت الناس كثيرا بأغنياتي, فقد غنيت العديد من الأغاني التحريضية مثل الخواجة ابن ماريكا, التي كانت تحريضا علي المستعمر الأمريكي, لكن ماذا فعلنا منذ ظهرت هذه الأغنية وحتي اليوم ؟ ولا شئ!!, ماذا فعلت مؤسسات الاعلام والصحافة؟ لا شئ, ودوري الآن أن أنضم إلي صفوف المواطنين. اليوم أصبحت أجد صعوبة في اختياراتي الغنائية, بسبب كثرة الموضوعات المهمة التي تغنيت بها سابقا, وإذا كانت اختياراتي القديمة كانت جيدة فهذا راجع إلي وعيي الشديد بقضايا بلدي,وإلي مجموعة المثقفين الذين كانوا يحيطون بي, فهؤلاء النخبة المثقفة دعموني, وليس معني هذا أنهم كانوا ضد عبدالحليم حافظ أو المرحلة الغنائية التي سبقته,ولكنهم كانوا مع التغيير. صناعة مصرية رغم أنني أوشكت علي الانتهاء من ألبومي الجديد,إلا أنني أناضل حتي أظل صناعة مصرية,فعلي مدي30 عاما هي مشواري الفني كل ألبوماتي تحمل صنع في مصر,وحلمي أن أظل صناعة مصرية,وعندي عروض صحية جدا لكن هذه العروض لا تتناسب مع حلمي الفني,فالمبدع يعترضه نوعان يقفان ضد إبداعه, ديكتاتورية الرأي في الإبداع,وأن يفلس لا يعرف كيف يبدع. فاروق حسني علاقتي بالفنان فاروق حسني جيدة جدا,لكنه لم يستطع الدفاع عني,عندما تم إلغاء حفلي في دار الأوبرا المصرية,وإلغاء حفلي أحبطني وأحبط معي ألاف من شباب مصر. المسجد النبوي دعيت أكثر من مرة للغناء في المسجد النبوي يوم المولد النبوي, لأنني وبحكم سفري إلي العديد من الدول الأوروبية,وجدت صورة الإسلام مشوهة,ولا تتعدي الدقون اللحي الطويلة,والجلباب القصير,والدم, والإرهاب,لكن الإسلام غير هذا تماما, فقد بني أساسا علي التحضر وعلي الموسيقي وإلا ما كان أول نداء في الإسلام هو الآذان الله أكبر وردد الآذان... ومن فترة ذهبت أنا وصديقي المطرب الجميل علي الحجار إلي عزاء صديق لنا,وعندما شاهدنا المقرئ لم ينته من تلاوة السورة التي كان يقرأها إلا بعد ساعتين,حتي يظهر لنا قدراته الصوتية. لهذا فكرت أن نقيم حفلا ضخما يوم المولد النبوي في المسجد النبوي,في السعودية,ونستضيف في هذا اليوم مجموعة من كبار مطربي العالم العربي من المسلمين,وكل هؤلاء يغنون في مديح الرسول.هل هناك حفل في العالم ضم6 ملايين مسلم جميل ومتسامح فلننقل هذه الصورة الرائعة. الحجاب انتشار الحجاب في مصر بكثافة في الفترة الأخيرة يرجع إلي أن الخطاب الديني لم يتغير منذ سنوات طويلة,ودوره فقط مقصور علي التفسير,لكن الدين معاملة,وحتي نحل مشكلة الحجاب أمامنا سنين,لكني لست ضد الحجاب, فمعظم اصدقائي واخواتي وبناتهن و قريباتي يرتدين الحجاب. صناعة الموسيقي تشهد صناعة الموسيقي تطورا خطيرا في الفترة الأخيرة,فبدل الأرض أصبحت في الفضاء,وبدل كشك السجائر غزت الانترنت,لكن كل هذا لا يهدد صناعة الموسيقي حقيقة,ما يهدد الصناعة تجمد ونمطية المسئولين عن صناعة الموسيقي في مصر,فقد تخلي هؤلاء عنها, وعن متعة صناعة الموسيقي,حيث إن صناعة الموسيقي فيها قدر كبير من المتعة. وليست الأزمة الاقتصادية هي سبب تدهور صناعة الموسيقي في الفترة الأخيرة,لأننا لو وافقنا علي هذا الرأي, فالأزمة الاقتصادية وراء تدهور الاعلام,والتعليم, والطب,وغيرها,والدليل علي صحة كلامي أعطيني شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التي انتجت لكبار المطربين لمدة أسبوعين,سوف اجعلها شركة مليونيرة في ظرف أسبوعين,وأوجد صناعة موسيقي في مصر. مشكلة صناعة الموسيقي أن الدولة تخلت عن دورها الذي يجب أن تقوم به,لأنها قادرة علي حماية هذه الصناعة المهمة التي تعتبر من أهم الصناعات في العالم, لكنها للاسف تخلت عن دورها. التغيير كل مصر حاليا تتكلم عن التغيير,وقبل أن نتكلم عن التغيير لابد أن نتغير نحن إلي الأفضل,بمعني أن أعمل شغلي بجد ونشاط, وأكون مواطنا صالحا أراعي ربنا في كل كبيرة وصغيرة,وإذا لم أجد عملا اتحمل واصبر, وأبحث وأحلم لأننا لو بطلنا نحلم نموت. نحتاج ان نتغير نحن اولا للاصلح وللاجمل والارقي وللتحضر. السلام أنا مع السلام مع أي طرف, فالسلام كلمة جميلة,لكنها مجردة ومطاطة مثل التغيير, فالسلام يعني التعايش,ومشكلة السلام أصبحنا نعانيها في الفترة الأخيرة ظهرت ملامح من هذا الفهم الخاطئ للسلام في مجتمعنا المصري بين مسلم وقبطي ونحن كعنصري الامة قدمنا اعلي واعظم المعاني من السلام والتعايش فنحن وطن عرف ان يتعايش بقلب واحد وهذا معني اكبر من كلمه السلام. النوبة وسيناء مفاهيم الأمن القومي في مصر لابد أن تتغير في تعاملها مع أبناء مصر الحدوديين, كالنوبة سابقا, التي لم تعد نوبة,حيث أنشأوا بحيرة وهمية أطلقوا عليها السد العالي, ومثل علاقتنا بأبناء سيناء المتوترة,وعلاقتنا بأبناء مرسي مطروح التي بها شك,والسؤال الذي أريد طرحه متي خانك النوبي أو السيناوي؟! يا جماعة العالم كله يتكاتف ونحن نتباعد. لابد أن تتم إعادة النظر في اشياء كثيرة في مفاهيم الامن القومي الجديدة... جزر مصر رغم كل ما يقال عن وجود سلبيات في مصر,إلا أنني أري أن هناك أملا, وهناك كثير من أصحاب المهن الشريفة يعملون بجد وإخلاص,ومهمومين بعملهم,هناك المطرب الجيد,والطبيب الماهر,والمدرس المحترم,والمحامي المتحضر,والقاضي النزيه,كل هؤلاء يعيشون في جزر, من مميزات هذه الجزر إنها ليست معزولة عن بعضها,وبينها وبين الناس جسور,والدليل أنه عندما أقدم حفلا يحضرها ألاف من الشباب,وكذلك الأمر بالنسبة لنابغة الطب في المنصورة الدكتور محمد غنيم يأتي إليه مرضي من مختلف محافظات مصر,وبعض الدول العربية,لو التحمت كل هذه الجذر وكونت خلايا سرطانية,ستبدأ نهضة مصر.وهناك غير الدكتور غنيم مئات في كل المجالات لو التحمت وتكاتفت ستبدأ مرحلة تغيير ونهضة. 6 أكتوبر من الأشياء التي تحزنني أن يقتصر احتفال مصر يوم النصر العظيم, يوم6 أكتوبر علي الاحتفالات الرسمية فقط ونحن لسنا ضد ذلك ولكن اتمني ان يعيش الشعب فرحة هذا اليوم العظيم في تاريخ مصر.. فلتغلق الميادين في كل محافظات مصر ومدنها واحيائها وتنتشر فرق الموسيقي في كل مكان والجميع يحتفل ويغني للنصر الكبير واعتقد ان مهرجان الكربة فكرة رائعة وهي فكره مصغرة لما أحلم به بشكل يعم الوطن كله. حلم بحلم ألا يقتصر الغناء علي مدينتي القاهرة والاسكندرية,أحلم أن تغني كل محافظات مصر, وأن نستضيف مطربين من مختلف دول العالم,ونقيم كرنفالات وإحتفالات ضخمة,وقنوات التليفزيون تنقل كل هذا,لأن كل هذا في النهاية ينقل صورة جيدة عنا في الخارج.