بادر السيد حبيب العادلي وزير الداخلية بدعوة مشايخ سيناء وعدد من أعضاء مجلس الشعب إلي لقاء حرص فيه الوزير علي الاستماع إلي أكبر عدد منهم ومناقشتهم في كل ما يجول بخاطر أبناء القبائل. وشجعت أجواء اللقاء المشايخ علي طرح كل المشكلات وكل المطالب, وقد أشاد مشايخ سيناء باللقاء الحميم الذي جمعهم واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية لنشر السلام الاجتماعي ودراسة متطلبات أبناء سيناء, وقد أعرب جميع المشايخ عن شكرهم وتقديرهم لوزير الداخلية من حفاوة الاستقبال ودراسة جميع متطلباتهم واجمعوا علي أن اللقاء كان إنسانيا بالدرجة الأولي وأن الوزير يعلم كل صغيرة وكبيرة بسيناء واصفا أبناءها بالأبطال. ومن جانبه قال الشيخ مراحيل إن اللقاء كان أسريا إلي درجة كبيرة وإن الشكر والتقدير هي كلمات بسيطة لن تصف محبة أبناء سيناء للوزير, وأضاف أن أبناء سيناء يحترمون الأمن ويقدرون المجهودات التي من شأنها أن تنمي سيناء في حالة الاستقرار الأمني, وأضاف أن مشايخ سيناء قد وعدوا الوزير بأنهم مسئولون عن جميع أبناء قبائلهم. من جانبه يقول الشيخ عارف أبوعكر إن اللقاء مع السيد الوزير قد اتسم بدرجة كبيرة من الود فقد استمع لنا جميعا ووعد بدراسة متطلبات أبناء سيناء ومنها إتاحة الفرصة دخول أبنائنا كلية الشرطة, بينما طلب آخرون تيسيرات إجراءات العبور علي كوبري مبارك السلام حيث الإجراءات الأمنية المشددة وكذلك الإفراج عن المعتقلين وإسقاط بعض الأحكام الغيابية وهي مجمل المطالب التي لا يختلف عليها اثنان في سيناء. وأشاد الشيخ عارف باستجابة الوزير السريعة لجميع المطالب حيث وعد الوزير بتلبية معظم طلبات المشايخ وفي أسرع وقت, وقال الشيخ أبوعكر إن هناك أيضا دورا مطلوبا من أجل التنمية وهو ضرورة الاهتمام بوسط سيناء لتفعيل جميع القرارات التي اتخذت في هذا الشأن فلن تحدث تنمية إلا بالاهتمام بأبناء وسط سيناء مشيرا إلي مشكلة توصيل المياه إلي منطقة السر والقوارير حتي يتمكن أبناء البادية من زراعة أراضيهم, وبالتالي تكون جميع القرارات الأمنية مفعلة. أما الشيخ نايف أبواقبال شيخ شباب قبيلة الزيود فيقول: إن هناك ارتياحا كبيرا بين كل الأوساط في القبائل بعد لقاء وزير الداخلية خاصة استجابته الفورية لمعظم المطالب وخاصة الإفراج عن المعتقلين بعد دراسة ملفاتهم الأمنية خلال فترة زمنية20 يوما علي أقصي تقدير, وقال شيخ قبيلة الزيود إن أبناء سيناء بالبادية يتمتعون بقدر كبير من الثقافة وحتي تتحقق التنمية لابد أن يتحقق أولا السلام الاجتماعي الذي نهدف إليه جميعا, وأوضح أن عادات وتقاليد القبائل بسيناء ترفض أن يكون بينها انسان خارج علي القانون وأن تفعيل قرارات وزير الداخلية موجود منذ فترة فأبناء البادية هم أنفسهم الذين ساعدوا أجهزة الأمن في فترة سابقة في إلقاء القبض علي الخارجين علي القانون, ويجب أيضا أن يتعامل رجال الشرطة مع أبناء القبائل بما يتماشي مع عاداتهم وتقاليدهم العرفية. أما الشيخ درويش أبوجراد, شيخ قبيلة الأرميلات, فيقول: إن شيخ القبيلة له هيبته وإن هذه المبادرة قد لاقت قبولا كبيرا من جميع الأوساط في سيناء, وأضاف أن السبيل الوحيد للتنمية والاستقرار هو تحقيق السلام بين جميع الأطراف, مشيرا إلي أن أحد المطالب التي تم طرحها علي وزير الداخلية ووافق عليها كان الإجراءات الأمنية المشددة علي كوبري مبارك السلام, وقد استجاب وزير الداخلية بفتح حارات جديدة لتوفير الوقت في عبور المواطنين, وكذلك عملية التبادل التجاري الذي تستوقف جميع سيارات شمال سيناء التي تقل بضائع لعدة أيام علي الكوبري, وهذا أثر بالفعل بطريقة عكسية علي جميع المواطنين برفح والعريش وهذا الأمر يحتاج إلي حل جذري كما وعد بذلك وزير الداخلية, وقال إن أبناء سيناء حراس علي بوابة مصر الشرقية ويكفي أنهم عاشوا سنوات طويلة تحت الاحتلال وضحوا بأنفسهم ودمائهم من أجل عزة مصر ورفعتها وهذا ما أكده وزير الداخلية في أثناء اللقاء التاريخي مع مشايخ سيناء, وأضاف أن هذا اللقاء فعل هيبة شيخ القبيلة, وأشار إلي أن أي شيخ قبيلة لا يتواني لحظة في محاربة أي فاسد فقبل أن يحكم بالقانون الوضعي هناك القانون العرفي الأشد عقوبة. أما أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا مصاحبين لمشايخ سيناء, فيقول المهندس حسن نشأت القصاص عضو مجلس الشعب عن دائرة العريش: إن هذا اللقاء قد أسهم بدرجة كبيرة في خفض حدة التوتر ووضعت الحقائق في وضعها الطبيعي وتفهم وزير الداخلية هذه الأمور, ومن المطالب التي طرحها هو دخول أبناء سيناء كلية الشرطة وكانت موافقة الوزير سريعة في هذا الشأن مما يدلل بدرجة كبيرة علي مدي ماحظي به أبناء سيناء من تقدير كل الأجهزة, وأضاف أن أهم ما توصلنا إليه من خلال اللقاء يتمثل في البدء في الإفراج عن المعتقلين وتصفية مواقف المحكومين غيابيا وهذا لا ينفي أننا استطعنا الإفراج عن عدد كبير منهم من خلال التواصل المباشر مع قيادات الأمن التي طالما كانت حريصة علي تحسين العلاقة بين الأجهزة الأمنية والمواطن السيناوي في إطار خطط حكومية متكاملة تهدف إلي تحسين الأوضاع التنموية وتثبيت الاستقرار في سيناء. وقد أوضح حسام شاهين عضو مجلس الشعب عن دائرة العريش إن اللقاء كان يهدف لدراسة متطلبات أبناء سيناء ومنها استجابة الوزير لدراسة جميع ملفات المعتقلين وسيتم الإفراج عن معظمهم بحيث لا يكون من ضمنهم من يهدد الاستقرار وأمن البلاد كما وعد بدراسة الإجراءات الأمنية علي كوبري مبارك وذلك بفتح باقي حارات الدخول والخروج والاستعانة بالأجهزة الحديثة من النواحي الأمنية للتوفير علي المواطنين الوقت في أثناء التفتيش. وقال شاهين إن حالة من السرور قد انتابت جميع المشايخ لاسيما أن الوزير وعدهم بحل جميع مشكلاتهم. أما ردود فعل الشارع السيناوي خاصة بمنطقة وسط سيناء التي سادتها حالة ارتياح تام وترقب بالإفراج عن المعتقلين وانتظار قرار عفو عن المحكومين عليهم غيابيا فهي ما عبر عنه سالمان محمد قائلا: أننا نريد أن نعيش في سلام وتنمية حقيقية, وعبر عن الشكر لوزير الداخلية للاستماع إلي حقيقة ما يحدث بسيناء, فأبناء سيناء دائما حراس لبوابة مصر الشرقية بالفعل وليس القول. أما سليمان سالم فيقول: إن مقابلة وزير الداخلية لمشايخ سيناء قد اختصرت الكثير من الوقت في توصيل وجهة نظرنا الحقيقية فنحن نرغب في الاستقرار وزراعة أراضينا موضحا أيضا أن أهم شيء أثلج صدره هو الإفراج عن أبناء سيناء المعتقلين الذي يؤكد أن معظمهم زج بأسمائهم دون ذنب اقترفوه.