لم تخل الدورة الثالثة والأربعون لجوائز الدولة من عدد من المفارقات الدرامية الصارخة والتي بدأت بإعلان فوز د. عبده الراجحي بجائزة الدولة التقديرية بعد رحيله ثم بلغت ذروتها برحيل الناقد الكبير فاروق عبدالقادر بعد ساعات من إعلان فوزه بجائزة التفوق, رغم معاركه المعروفة مع المؤسسة الثقافية الرسمية. جاءت مفارقة الموت لتستدعي من أعماق الذاكرة لحظة رحيل الناقد الكبير د.عبدالقادر القط الذي لم نعرف قط أن كان قد عرف بنبأ فوزه بالجائزة التقديرية أم أن الموت قد غيبه قبل أن تصل اليه الجائزة( ؟!) ولتضعنا مرة أخري أمام تساؤل لطالما سمعناه من مفكرينا ومبدعينا.. هل سيتأخر التكريم لما بعد الرحيل أم أنه لن يأتي قط؟! في أجواء ساخنة عقد المجلس الأعلي للثقافة صباح الاثنين الماضي اجتماعه السنوي للتصويت علي جائزة مبارك وجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية. وجاءت الجلسة الافتتاحية التي رأسها السيد فاروق حسني وزير الثقافة لتعكس أجواء ترقب المرشحين وما يثار سنويا حول الجوائز من قبيل تكرار ترشيح أسماء لايواتيها الحظ قط بالفوز أو رحيل رموز ثقافية قبل أن يتم تكريمهم, بالإضافة لما يتواتر عما يدور خلال عمليات التصويت. وقد أشار السيد فاروق حسني إلي أنه لا يفرض أسماء بعينها علي المجلس. بينما طالب د. جابر عصفور بضرورة تغيير لجان الفحص مشيرا الي تجاهلها لكثير من المبدعين ممن يستحقون الحصول علي الجوائز. وفي نفس السياق تحدث جمال الغيطاني عن مشكلة القبلية في الجامعات التي تؤدي لاستبعاد أسماء مهمة في حياتنا الثقافية, بينما أكد الشاعر عبدالمعطي حجازي علي أن القواعد التي وضعها المجلس الأعلي أقرب للحيدة وان السلبيات التي تحيط بعمليات التصويت يمكن تلافيها.. وفي محاولة لإزالة سحب الشك التي تحيط بعمليات التصويت طالب صلاح عيسي بوجود الاعلاميين في القاعة في أثناء التصويت. من جانب آخر طالب د. جاب الله علي جاب الله بتحديد سن من يتقدمون للجائزة وقصرها علي الشباب. وقد أجري التصويت علي اقتراح علانية عملية التصويت ولكن النتيجة جاءت لصالح التصويت السري. ودنيا الثقافة إذ تهنئ الفائزين بجوائز هذا العام وتؤكد تقديرها لكل من وردت أسماؤهم في قوائم الترشيح, تكرر من جديد علي ضرورة تحديد معايير موضوعية للترشيح ولعملية التصويت لتلافي ما يثار حول الجوائز في كل عام, حفاظا علي قدرها ومصداقيتها واحتراما للفائزين بها والمرشحين لنيلها وتأكيدا علي أن مصر الثرية بعطاء مبدعيها في كل المجالات لا تنسي ولن تنسي قط ما قدموه وما سيقدمونه في الغد. [email protected]