شهدت مدينة الإسكندرية أمس أعمال عنف بين الإسلاميين المؤيدين لمشروع الدستور, وأنصار التيار المدني المعارضين له, في الوقت الذي يستعد فيه ملايين الناخبين للتصويت اليوم.في المرحلة الثانية والحاسمة من الاستفتاء علي مشروع الدستور في17 محافظة ليست من بينها الإسكندرية.فعلي الرغم من الحشود الأمنية الكبيرة, التي انتشرت منذ صباح أمس في محيط مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية, وقعت مناوشات بين الجانبين, حيث أصر أنصار التيار المدني علي الوصول من الشوارع الجانبية المحيطة بالمسجد بعد الصلاة متجاوزين الحشود الأمنية, وألقوا بالحجارة علي الإسلاميين المحتشدين أمام المنصة المقامة أمامه, مما اضطر قوات الأمن لإلقاء قنابل الدخان, والفصل بين الطرفين. ومع ذلك, ظل المتظاهرون خارج المسجد يرددون هتافات مناوئة للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل, ورد عليها الإسلاميون بهتاف الله أكبر, واستمرت بعد ذلك أعمال الكر والفر في الشوارع المحيطة. وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة والألعاب النارية, وامتدت الاشتباكات إلي منطقة الكورنيش, وكلية الطب, ومكتبة الإسكندرية, وبلغ عدد المصابين55, وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد بمناسبة مليونية أقيمت تحت عنوان الدفاع عن العلماء والمساجد, فتح الشيخ أحمد المحلاوي النار علي الأطراف المسئولة عن حصاره بالمسجد الأسبوع الماضي لنحو عشر ساعات, مؤكدا أن ما حدث له لن يتكرر ثانية لأن هناك من سيدافعون عن المسجد في المرات المقبلة, وانتقد ما صرح به أحد مرشحي الرئاسة السابقين, بأن هناك مشايخ يدنسون المساجد بالسياسة, مؤكدا أن للمساجد دورا بارزا طوال تاريخ الإسلام, وأنها ليست للعبادة فقط, ولكن لتناول كل مناحي الحياة. وتعليقا علي الأحداث المؤسفة, أدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس في بيان له حصار المساجد والاعتداء علي حرمتها, واستنكر ما حدث حول مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية, وطالب جميع الأطراف بضبط النفس.