بعيدا عن التحزب أو التعصب الأعمي, وترجيح فريق علي آخر فالواقع أن الاخوان المسلمين كفصيل سياسي من حقه أن يعبر عن نفسه وأن يحكم مصر وأن يطرح رؤاه دون لبس أو تزوير.. وكانت خطيئة اعتبار الاخوان جماعة محظورة وتلفيق التهم لأعضائها والتضييق عليهم, واذا كانوا يحكمون اليوم فلن ننسي أن الشعب هو الذي اختارهم فلقد جرت في مصر أول انتخابات حرة ونزيهه واختارت صناديق الاقتراع أول رئيس مدني منتخب في مصر.. ومن ثم فلابد من اعطاء الفرصة لهم لكي يحكمون. ولاشك أن تعتبر الاخونة لاأساس له من الصحة.. لماذا؟! لأن أي فصيل سياسي شاء له المصريون أن يحكم.. فليحكم بقضه وقضيضه, فمثلا الرئيس فرانسوا هولاند في فرنسا, شاء الفرنسيون له أن يفوز علي نيقولاساركوزي.. فأتي بالاشتراكيون من كل فج عميق ووضعهم في رئاسة الوزارة والوزارات وكانت له الأغلبية في الجمعية الوطنية( البرلمان الفرنسي) وتحكم في الانتخابات المحلية أريد أن أقول أن الرجل قد حكم هو وجماعته ولم يقل الشعب الفرنسي أنه قام بشركتة الحكم باعتبار أنه اشتراكي( علي غرار اخونة من اخوان). باختصار من حق الاخوان أن يحكموا. وأن نكف عن مهاجمتهم مرة باسم الأخونة ومرة بأسماء أخري.. فقط من حق الشعب أن يقول لهم لا ولكن عبر صناديق الاقتراع القادمة.. أما الآن فلندعهم يعملون! ومايحدث من لغط حول الدستور والتأسيسية والانتخابات والدستور والاضرابات هنا وهناك فلاننسي أن هذه هي الديمقراطية التي اخترناها وعلينا ألا ننزعج! ولكن في نفس الوقت من حقنا أن نناقش الاخوان فيما وعدونا به أثناء الانتخابات وربما قبلها. أولا ماهو الموقف من معاهدة السلام مع اسرائيل.. كانوا يطالبون سرا وعلانية بضرورة تغيير معاهدة السلام لأنها مجحفة بمصر والمصريين وكان بعضهم يهاجم الرئيس السادات باعتباره جلب العار لمصر وحول نصر أكتوبر الي هزيمة وجاء باتفاقية تعطي كل شيء الي اسرائيل أما مصر فيكفي أن تحصل علي الفتات! هكذا كانوا يقولون.. وانتظرنا أن يأتي هؤلاء الي مسيرة الحكم.. والحق كانوا يطالبون في البداية بالشيء نفسه لكن سرعان ماتحول خطاب التغيير الي خطاب التعديل ثم تعديل بعض البنود.. ثم تعديل بعض الملاحق الأجنبية ثم ثم نسيان الأمر برمته.. ولم يعد هناك حديث عن تغيير وتبديل وتحول الاخوان الي حزب وطني آخر..فلاشيء يغضب اسرائيل ومن يقف معها أو وزراءها..! علي كل حال هذا ماطرحه المواطن العادي متسائلا: أين وعود الاخوان هل كانت مجرد كلمات معسولة يروجون بها في الانتخابات الرئاسية أم أجندة وطنية خالصة أين اذن هذه الوعود؟ ثانيا: الموقف من ايران.. من المعروف أن النظام السابق كان يحرص علي خصام ايران كدولة ارضاء الي أمريكا ومراعاة الي اسرائيل؟.. وكان الاخوان يرون وهذا حق أن ايران دولة اسلامية كبري وكذلك دولة شرق أوسطية يعمل لها أف حساب ولايصح أن تقطع العلاقات معها ارضاء لاسرائيل, وانما لابد من عودة هذه العلاقات ومراعاة مصلحة الشعب المصري أي شعب آخر! ورغم الحديث عن رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي ورغم أن ايران لاتمانع في عودة العلاقات ورغم أن الشعب الايراني يحترم الشعب المصري ويقدره الا أن شيئا مالم يحدث حتي الآن.. وكأن ماقيل من قبل الاخوان قديما عن ايران قد نسيه الجميع أو كان مجرد مصيدة لتجميع الاصوات.. لكن الناس أن موقف الحزب الوطني المنحل قائم ولكنه علي لسان الاخوان اليوم.. والفرق أن الحزب كان يتذرع باسم الاسلامبولي والاخوان بالموقف حتي سوريا.. فاختلفت الأسباب لكن النتيجة واحدة. مرة أخري لاأحد يجادل في أحقية الاخوان في أن يحكموا لكن السياسات التي يتتبعونها سواء مع الكيان الصهيوني المحتل أراضي عربية هي فلسطين أو تجميد العلاقات مع ايران.. يدعو الي التساؤل وهانحن قد عبرنا عما يجول بذهني المواطن المصري العادي باعتبار أنه المستهدف من أي عمل سياسي يتم..!! المزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي