كتب د. صلاح عز مقالا أمس في الأهرام, في نفس تلك الصفحة, تحت عنوان(الجمعية التأسيسية والجماعة المحظورة) ومع التقدير للكاتب المحترم, إلا أنني أرجوه أن يسامحني إذ أقول له إن ماكتبه يقدم نموذجا مثاليا للكتابات التي تسيء للإخوان, علي العكس مما أراده الكاتب علي طول الخط! فالكاتب بدأ بتقسيم الكتاب و المثقفين في مصر إلي علمانيين وإسلاميين, وهذا تقسيم ايديولوجي, غير موضوعي, مثلما يقسم شيوعي تقليدي الشعب إلي طبقة عاملة, وطبقة برجوازية!, ومثلما يقسم ناصري متحمس الشعب إليقوي الشعب العاملة و أعداء الشعب, ومثلما يقسم ليبرالي سطحي القوي السياسية, إلي قوي مستنيرة وقوي ظلامية! هذا الميل إلي تقسيم القوي السياسية, لا ينسجم مع الجوهر التعددي للديمقراطية, لأن مصر بها قوي سياسية أربع رئيسية, هي:الإسلاميون والليبراليون والإشتراكيون والقوميون( أو الناصريون), لا فضل لإحداها علي الأخري, إلا بما تقدمه للوطن! ثانيا, القول إن العلمانيين هؤلاء انحازوا للعسكريين ضد الإسلاميين, يدفع لطرح سؤال بسيط: من تحالف مع العسكريين, منذ11 فبراير2011؟ وأي علمانيين كانوا في لجنة تعديل الدستور, مع المستشار البشري والأستاذ صبحي صالح ؟ أعلم أن الكاتب يقصد بالذات الفريق أحمد شفيق, فهل يجرؤ سيادته علي القول أن شفيقا كان مرشح العسكريين؟ وهل نسي المشهد الشهيرللعلمانيين الذين أحاطوا بالدكتور مرسي عشية الانتخابات؟ أما المغالطة الفجة الكبري, فهي قوله بالنص:قامت ثورة يناير علي أكتاف الإخوان المسلمين, ونجحت بقدرتهم علي حشد المليونيات الحقيقية! لا ياسيدي, قامت ثورة يناير بمبادرة من شباب مصريين, كان شباب الإخوان بعضا منهم. وتدفق إلي ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير مئات الألوف من المصريين, الذين لم يجرؤ أحد من قبل علي الإطلاق علي الإدعاء بأن كلهم أو معظمهم كانوا إخوانا,وبالتالي فإن الثورة قامت علي أكتافهم! لقد كنت حاضرا شخصيا في الميدان طوال أيام الثورة جميعهاو وزاملت في الميدان د.محمد البلتاجي, والمستشار محمود الخضيري, وخاطبنا الجماهير معا, ولا أتصور أن أيا منهما سوف يختلف معي في القول بإننا جميعا كنا جزءا من كل وطني شامل, يستحيل علي أية قوة منفردة أن تدعي احتكارها له.ثم, لماذا هذا التجاهل و الإنكار المشين للدور المجيد الذي لعبه د. محمد البرادعي في الدعوة للثورة و إلهاب حماس مئات الألوف من الشباب. وأخيرا أتحفنا الكاتب, بوصف كل من هم من خارج الإخوان بأنهم أقلية منبوذة شعبيا,لماذا؟ لأنهم-كما قال نصا يطالبون بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر, واستقلال المنابر الإعلامية, ويرفضون إغلاق الصحف والفضائيات بحكم قضائي, ويشددون علي حرية التعبير!! سؤال بسيط, هل يعبر د.عز عن الإخوان, أم هو رأيه الشخصي؟ إن كان يعبر عنهم, فتلك مصيبة, أما إذا كان رأيه الشخصي, فذلك رأيه, وفقا لحرية التعبير, التي يستنكر التشديد العلماني عليها! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب