أعتقد أن أحد أهم عوامل نجاح القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ يرتبط ارتباطا وثيقا بمصداقية الخطاب السياسى للدولة المضيفة وبالذات ما يصدر عن الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن ضرورة وأهمية تجديد وتطوير الخطاب الدينى للأمة الإسلامية بغية إزالة المخاوف وتبديد الهواجس فى مختلف الساحات الدولية. ومن حسن الحظ أننى لمست وجود هذا الاعتقاد فى حديث مع دبلوماسى عربى مرموق كان ضمن وفد بلاده المشارك فى قمة شرم الشيخ ولفت انتباهه خفوت حدة المخاوف الأوروبية المعهودة فى سابق المنتديات الدولية بشأن ما كانوا يعتبرونه غموضا فى المواقف العربية الرسمية تجنبا للصدام المباشر مع دوائر التطرف المنتشرة فى بعض المؤسسات ذات الطابع الدينى والتى تحرص على مغازلة أصحاب الفكر المتشدد بالعديد من الفتاوى الملتبسة. والحقيقة أن تمسك الرئيس السيسى بالدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى يمثل عنوانا لمرحلة جديدة ليست فى مصر وحدها, وإنما فى العالم الإسلامى كله من أجل تحسين صورة العرب والمسلمين وإغلاق كل أبواب الغلو والتطرف فى الخطاب الدينى استنادا إلى قوله تعالى فى سورة النساء: «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ...». إن الإسلام الذى انطلق فى دعوته لإخراج الأمة من الجاهلية إلى النور اعتمادا على حرية الاعتقاد وحرية التعبير عن الرأى هو ذاته الدين الحنيف الذى يدعو إلى الحفاظ على هيبة الدولة ووحدة المجتمع وينبذ من بين الصفوف من يثيرون الفتن ويستهدفون شق عصا الطاعة ومثل هؤلاء يحق بشأنهم إنزال العقاب كما ورد فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : «منْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ» . ذلك هو الطريق الوحيد لأمن واستقرار الأمة بعيدا عن مزايدات الذين ينكرون حد القصاص المثبت شرعا, بينما هم يتفننون ليل نهار بادعاء أنهم حماة الشرعية.. وعجبى! خير الكلام: أقوى الأقوياء من يعرف نقاط ضعفه! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله