رغم أننى أعرف جيدا الفارق الشاسع بين الواقع والأسطورة واستحالة حدوث تطابق بينهما فإن الذى رأيته عن وقائع الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «مصر المستقبل» فى شرم الشيخ ربما يجعلنى أعيد النظر فى صحة هذا الاعتقاد. وأن أسلم بإمكان اقتراب الواقع من الأسطورة والفضل فى ذلك لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى وما حوته من رسائل تبعتها ردود أفعال إيجابية فورية خصوصا من جانب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ودولة الكويت. والحقيقة أن دبلوماسية الرسائل التى يستخدمها السيسى حملت فى ثنايا كلمته أمام المؤتمر رسالة بالغة الأهمية أيضا موجهة للعالم كله بأننا أمة تدافع ولا تعتدى وتنشد الأمن والسلام والاستقرار وتنبذ العنف والإرهاب. لم يكن السيسى يتحدث باسم مصر وحدها وإنما كان يتحدث باسم أمة عربية بكاملها تؤمن بالوسطية وتفضل التسامح على الخصام والتناحر وتنشد الانفتاح على الدنيا بأسرها للتعارف والتقارب وتبادل المصالح وتواصل المعارف. اغتنم الرئيس السيسى فرصة هذا الحضور الدولى الكثيف لكى يوجه الرسالة الغائبة عن أجندة العديد من المؤسسات والهيئات المعنية التى مازال إيقاعها دون مستوى الطموح الذى يطمح إليه رئيس الدولة فى سرعة التحرك لإثبات جدية التزامنا بتجديد الفكر وتحديث الخطاب الدينى لكى يجيء واضحا ومعبرا عن سماحة الإسلام وبما يكشف ويعرى ذلك العبث المجنون والأخرق الذى تمارسه فصائل الإرهاب تحت رعاية واحتضان من يسمون أنفسهم تيارات الإسلام السياسي. وليس يفوتنى أن أسجل مشاعر الفخر والاعتزاز بمصريتى التى أحسست بها على هامش مؤتمر شرم الشيخ وهى ترتفع لكى تعانق السحاب وتجعلنا نردد عن صدق واقتناع: «ارفع رأسك فوق أنت مصري»!. خير الكلام: جوهر مؤهلات الحاكم الرشيد يتلخص فى كلمتين: «الصدق والأمانة»!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله