لا أظن أنه تكفينا متعة الزهو بأنفسنا بعد أن ضرب شعب مصر مثلا رائعا في تدبير 64 مليار جنيه لإنجاز المشروع القومي لقناة السويس الجديدة وإنما يتحتم علينا أن نسعي سعيا حثيثا لكي يكون هذا السلوك الوطني المشرف جزءا أساسيا من منظومة العمل المصري خلال المرحلة المقبلة. لقد قال شعب مصر كلمته ووجه أقوي رسالة للنخب السياسية والإعلامية مفادها أننا نعيش مرحلة دقيقة ومصيرية لا تحتمل ترف الانشغال بقضايا جدلية ولكننا في أشد الحاجة لتوحيد الصف وتوحيد الهدف تحت رايات المصلحة الوطنية العليا من خلال تحديد الخط الفاصل بين الحرية والفوضي خصوصا في مجالات حرية التعبير وممارسات النقد وأساليب المراجعة وآليات الحساب فالحرية في جوهرها التزام وأمانة وليست شططا أو مزايدة! لقد وفر المشروع القومي لقناة السويس الجديدة الفرصة لشعب مصر لكي يعبر عن حسن إدراكه لحجم التحدي الذي يواجه الوطن مستعيدا من تراثه التاريخي أهم دروس الإنجاز والتقدم ومفادها أن الأمم العظيمة لا يبنيها سوي فكر عظيم يتبناه قادة عظام يدفعون شعوبهم نحو الجهد الصادق والعطاء المتصل بكل أدوات الأمانة والدقة والموضوعية من أجل توفير القدرة علي قهر تحديات الحاضر والتأهب للتعامل مع مستحدثات المستقبل. ولعل الرسالة الأهم في ثنايا ومضامين الالتفاف الشعبي حول الرئيس السيسي ومشروعه القومي العملاق لإنشاء قناة السويس الجديدة هي تأكيد التجاوب مع دعوة الرئيس لبناء مصر الجديدة في ظل أجواء جديدة يستظل بها العمل الوطني تحت رايات الجدية والأمانة والدقة والانضباط ومن خلال مناخ صحي يشجع علي الطموح والارتقاء للفرد والوطن معا! والتاريخ يعلمنا وهو بالفعل خير معلم أنه ليست هناك أمة بنت مجدها وعظمتها وصنعت حداثتها ونهضتها بمحض الصدفة وإنما كان وراء المجد والعظمة والحداثة والنهضة دائما طاقات هائلة للعطاء علي امتداد الأمة تستند إلي ثقتها المطلقة في قيادتها الواعية التي تمتد بأبصارها إلي الأفق البعيد وتستند بأقدامها إلي جذور حضارية راسخة في أعماق التاريخ. خير الكلام: من يتهيب ركوب الخطر يعش أبد الدهر بين الحفر! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله