أعتقد أن السبيل الوحيد للخروج من عنق الأزمة الاقتصادية الراهنة لا يرتبط فقط بانفراج الأزمة السياسية- رغم أهمية ذلك- وإنما يرتبط أساسا بحاجة الوطن إلي فهم إداري وتنظيمي جديد في كافة مرافق الدولة الخدمية والإنتاجية. أتحدث عن مقومات أساسية لابد من توافرها في أية نظم أو قوالب إدارية حديثة بدءا من الضبط والربط في دواليب العمل لضمان الدقة والنظام وسرعة الحسم والحزم من خلال ميزان عادل يضمن تطبيق الثواب والعقاب بقوة لا تبلغ حدود التسلط والتعسف وبمرونة تخلو من شبهة التراخي وغض الطرف عن أي إهمال. إن العصر الذي نعيشه لم يعد عصر القيادة الفردية الإدارية الموهوبة فقط- رغم أهمية ذلك العنصر- وإنما هو عصر القيادة الجماعية المتجانسة التي تملك القدرة علي تبادل الآراء قبل تقديم المشورة الملزمة لصاحب القرار مادامت هذه المشورة ترتكز إلي توقعات صائبة وتقديرات دقيقة وتحليلات مقنعة. أتحدث عن ثقة في قدرة هذا الوطن علي اجتياز عنق الزجاجة الراهن شريطة حسن الإدراك بأن الإنقاذ لا يرتبط فقط بقرض صندوق النقد الدولي وغيره من القروض وإنما من صحة الرهان علي ثروة مصر الحقيقية المتمثلة في قوتها البشرية التي لو أحسن استخدامها سوف تشكل قوة اقتصادية مضافة بدلا من كونها عبئا ثقيلا تحت رايات البطالة. مصر بلا شك تواجه تحديات صعبة ولكنها أيضا تملك فرصا واسعة تتطلب رؤي جديدة تستند إلي الشجاعة والجسارة والفهم الصحيح للإدارة الحديثة. خير الكلام: لا يري المستقبل من يتحرك إلي الوراء!. [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله