هذه مجموعة من الأسئلة التي طرحتها علي نفسي ولم يطرحها أحد علي مسامعي, ومن ثم رحت أقلب فيها بحثا عن إجابة تخرجني من بحر الحيرة والعجز عن فهم بعض ما يقال علي الشاشات الفضائية أو بعض ما يكتب علي صفحات العديد من الصحف العربية بعد مجزرة رفح المشئومة يوم الأحد الماضي5 أغسطس الجاري. ماذا نهون علي أنفسنا وننزلق إلي حد إهانة تاريخنا ويزعم البعض منا أننا لا نملك أي خيار آخر إذا رفض المغتصبون لحقوقنا أن يردوها لنا تحت رايات السلام؟ ليس مقبولا أن يتصور أحد أننا أصبحنا جثة هامدة بسبب مناخ الفوران والاضطراب الراهن في الدول العربية من نوع ما كان يراد له أن يرسخ في النفوس بعد هزيمة يونيو1967 ؟ إننا بالفعل أمة واحدة ذات مصالح مشتركة يجمعها مصير مشترك فلماذا يراد من خلال بعض دعوات الأنانية القطرية أن يبقي حالنا علي ما هو عليه من تشتت وعجز فاضح عن لم الشمل, وتوحيد الصفوف؟ في اعتقادي أن الأمر لا يتعلق بمؤامرات أجنبية فقط, ولا هو رهن بمتغيرات دولية أضعفت قوانا.. وإنما الأمر- في اعتقادي- أن الأمة تعيش حالة من الارتباك والالتباس السياسي والفكري التي مسحت من العقل العربي أجمل ما في التاريخ والتراث المشترك, وسمحت لأفكار الشعوبية والإقليمية والطائفية والمذهبية والأنانية الذاتية أن تدوس علي كل دروس الماضي, وأن تفتح الأبواب لمناهج فكرية جديدة لا تري من الماضي سوي القشور والمظاهر الفارغة التي تجاوزتها متغيرات العصر وتحديات الحداثة! والتاريخ يقول أننا لم نكن قط أمة تخاصم التطور وتتشبث بالجمود.. و لم تكن شعوبنا شعوبا متخلفة, وإنما كنا أمة تسبق الكثير من الأمم في شتي مجالات الحضارة الإنسانية.. بل إن تاريخ العرب العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي يمثل أنصع صفحات التاريخ العربي بأسره. وخلاصة القول: إن الأمة بحاجة إلي تجديد الوعي بتاريخها الصحيح حتي تتغلب علي كل دعاوي التيئيس التي تتزايد هذه الأيام تحت رياح الاضطرابات وعواصف الفوضي! خير الكلام: المستقبل هو الزمن الذي نتمني أن نحقق فيه ما عجزنا عن تحقيقه في الماضي! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله