لو أننا بحق أبناء أمة عربية عظيمة قال عنها المولي عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس لاصطفت جميع شعوب الأمة وأنظمتها الحاكمة أمام المسئولية التاريخية بدوافع الإدراك والوعي بأننا نواجه منذ سنوات متغيرات دولية وإقليمية ليس بمقدورنا أن نتجاهل معطياتها مثلما لا ينبغي أن نتخلف عن أداء الواجب الضروري الذي يمكننا من قطف بعض ثمارها. لقد بات محتما أن نضع في اعتبارنا أننا نعيش عصرا جديدا بمفاهيم جديدة تنتصر لثقافة الحرية والديمقراطية, وبدرجة ربما تسبق بالمعايير الدولية ثقافة الاستقلال والسيادة الوطنية, ومن هنا فإن دعوات التضامن والتكامل العربي يجب أن ترتبط بمفاهيم جديدة لا تتصادم مع متغيرات العصر. وربما لهذا السبب ينبغي أن يتوافر علي إدارة معركة التضامن والتكامل الذي تنشده الأمة أناس من ذوي الكفاءة العالية والخبرة المتميزة التي تجمع بين حكمة الشيوخ, وجرأة الشباب تحت مظلة شفافة من النقاء, والنزاهة والإخلاص والتفاني! ومعني ذلك أن الحرص علي إبقاء الحلم العربي في ظل أوضاع العصر الذي نعيشه يحتاج إلي شيء يختلف عن مجرد التعلق بشعارات التضامن والتكامل ويرتقي إلي كيفية بناء تصور عملي وموضوعي لكيفية توحيد الجهود باتجاه سرعة الانتقال بهذه الشعارات إلي أرض الواقع وحيز التنفيذ من خلال ثقافة جديدة تنتصر للوطنية والانتماء وتخاصم الأنانية والانعزالية وحب الذات! إن جوهر قضية التكامل العربي الذي ننشده يجب أن يتركز في كيفية إيجاد أجواء صحية يشعر فيها الجميع حكاما ومحكومين بأن ذلك هو السبيل الوحيد لتجنب مخاطر المجهول الذي يتربص بمن يتخلفون عن اللحاق بالعصر, وفهم مفرداته, ومفاهيمه وأهمها أن المصائب عندما تحل لا تستثني أحدا, وإنما سوف تصيبنا جميعا في مقتل! إن القضية بوضوح هي كيفية حشد كل قوي الأمة العربية خلف رايات التضامن والتكامل من أجل الفعل والإنجاز, وليس مجرد تغيير اللافتات واستحداث الشعارات! وما أحوج أمتنا العربية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العالم, وتاريخ المنطقة إلي قراءة أوراق العصر بمفاهيم جديدة ترتقي إلي مستوي الأخطار وحجم التحديات! وعلينا ألا نسمح بانكسار الحلم! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من كان الحق علي لسانه والفأس في يمينه والبندقية علي كتفه لن يعرف الهزيمة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله