من بين أهم الرسائل التى وردت فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى ظهر يوم السبت الماضى رسالة واضحة مفادها أنه ليست هناك دولة تستطيع أن تراهن على المستقبل قبل أن تتوافق نخبها السياسية ومنظومتها الإعلامية على القبول الصادق بالمشاركة فى تحمل المسئولية الوطنية تحت رايات المصارحة والصدق والشفافية. وفى إشارة لا تخطئها العين والأذن - معا - ألمح السيسى إلى خطر اختصار الديمقراطية فى هامش واسع من حرية الرأى عبر وسائل الإعلام المتنوعة خصوصا تلك التى توفر المساحة الأكبر لحق الصراخ بدلا من الفهم والحوار الإيجابى الذى يساعد على تقريب المسافات حول القضايا الكبرى . فى رسالة السيسى دعوة لوسائل الإعلام لتوظيف إمكانياتها توظيفا صحيحا باتجاه زرع الثقة فى النفوس والانتصار للحق ضد الباطل لتقوية جذور الانتماء والولاء لدى كثيرين بدأت تتسلل إلى نفوسهم رياح اليأس والإحباط من كثرة الدق على جدار السلبيات فى مختلف نوافذ الإعلام الرسمية والخاصة. ومن جانبى أقول أننى أخشى على مصر من استمرار الاستهانة بخطر بعض ما يظهر من جروح أو بثور فى جسد الممارسة الإعلامية غير الرشيدة التى يمكن احتمالها مرحليا ولكن الخوف أن تزداد الجروح والبثور وتشكل نزيفا معنويا ونفسيا يخترق العقول ويؤدى إلى ضباب فكرى يحجب الرؤية عن الطريق الصحيح. وظنى أن منظومة الإعلام بحاجة إلى لحظة صدق مع النفس قبل وبعد أزمة الكهرباء حتى نمتلك شجاعة القدرة على المواجهة بدلا من سياسة الهروب المحسوب تجنبا لرذاذ الأصوات الزاعقة التى يزداد عددها فى منظومة الإعلام يوما بعد يوم. ولحظة الصدق مع النفس تحتاج إلى ثنائية الإرادة والإدارة لتكون عنوانا للهيئة الوطنية العليا للإعلام المفترض تشكيلها طبقا للدستور والتى هى فى البداية والنهاية يجب أن تكون صوتا للضمير الصادق قبل أن تكون سلطة إشراف أو وريثا شرعيا لكل من تناوبوا على ملكية المؤسسات الإعلامية القومية منذ عام 1960 وحتى اليوم. خير الكلام: من لا يخجل من كثرة السؤال يضمن عدم السقوط فى الأوحال ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله