كان من الضرورى أن يخاطب الرئيس السيسى شعب مصر وأن يصارحهم بحقيقة مشاعره تجاه ضربة الإرهاب الغادرة فى العريش ليس طلبا لتفويض جديد وإنما لكى يوجه رسالة اطمئنان لهذا الشعب العظيم الذى يدرك عن يقين أن القوات المصرية المسلحة كانت دائما هى رمانة الميزان القادرة على استيعاب ضغوط الحوادث وتداعياتها لكى تظل المبادأة فى أيديها من خلال أجندة وطنية لا تعرف ولاء ولا طاعة لأحد سوى ما يأمرها به الشعب. لم يخف السيسى عن الشعب أن ما جرى يمثل تحديا خطيرا جدا وأننا أمام حرب قد يطول عمرها ولكننا لا نملك أى خيار سوى أن ننتصر فيها وأن نجتث هذه الآفة من جذورها ليس فقط من منظور العقاب العادل وإنما باعتبارها ضرورة سياسية وفريضة دينية. ولأننا على أعتاب حرب تختلف عن سابق الحروب التقليدية اتخذ السيسى مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما يراه ضروريا ويعكس تغييرا فى الأساليب والمفاهيم وخاطب الشعب صاحب الولاية بجوهر هذا التوجه الجديد الذى يتطلب تمهيدا سياسيا ونفسيا. وحسنا فعل السيسى عندما ذكر واقعة 21 يونيو 2013 عندما ذهب خيرت الشاطر إلى مبنى المخابرات الحربية للقاء مديرها اللواء محمود حجازى ففوجيء بوجود الفريق أول السيسى جالسا على المكتب والذى رفض تلميحات التهديد والوعيد فى ثنايا كلمات الشاطر تحذيرا من إحراق مصر إذا جرى المساس بالإخوان وممثلهم فى قصر الاتحادية مما اضطر الرئيس المعزول إلى محاولة استرضاء القوات المسلحة فى اجتماع عاجل مساء 22 يونيو بقصر القبة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومحاولة كسب الوقت والقفز على ترتيبات 30 يونيو بإجراءات إجهاضية ماكرة ولكن الله سلم وكانت العيون يقظة وساهرة. وأتذكر أنه فى عام 2004 عندما تعرضت السعودية لسلسلة هجمات إرهابية نسبت إلى تنظيم القاعدة ألمح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إلى دور الإخوان بقوله: « إن بن لادن زعيم القاعدة لم يسر فى طريق الإرهاب بناء على ما تلقاه من دراسة فى السعودية لكن من فئة ضالة خرجت من عباءة الإخوان المسلمين كانت موجودة فى أفغانستان». خير الكلام : وكم من وجع طاب بعد أن ظن البعض أنه لا يطيب ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله