عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى مقولته الشهيرة والمدوية قبل أيام: «المنطقة العربية أمانة فى رقبتنا» فإنه كان يستهدف أن يؤكد أنه مهما تكن المصاعب التى تواجهها مصر فإنها لا يمكن أن تنسى واجباتها فى حماية الأمن القومى العربي. لقد أراد السيسى أن يقدم مصر كنموذج يقتدى به فى الفهم والإدراك بأن همومها ومشاكلها لا يمكن أن تدفعها إلى الانكفاء على نفسها ونسيان دورها تجاه أخوة ترى مصر أن أمنهم جزء من أمنها الذاتى وأن عبارة «مسافة السكة» لم تكن زلة لسان أو كلمة عابرة. مصر التى تحدث السيسى باسمها هى التى يضعها العرب فى مقلة عيونهم ويتعايشون مع حلوها ومرها ومن ثم فلم يكن غريبا ولا مفاجئا أن تجيء ردود الفعل العربية على رسالة السيسى مليئة بفهم كل ما تضمنته من إشارات لعل أبرزها هو جدية الالتزام المصرى بمساندة الأخوة والأشقاء العرب فى التخلص من القوى الظلامية التى تحاول التسلل إلى الجسد العربى بالقمع والتطرف والإرهاب من أجل إرجاع الأمة إلى الوراء عشرات القرون تحت رايات الجهالة والغشامة والتخلف. إن رسالة السيسى تعنى أول ما تعنى أن مصرقد تمرض لكنها أبدا لا تموت ومن ثم فإن قدرها التاريخى يفرض عليها أن تتصدى هذه الأيام لهجمة شرسة لا تستهدف فقط مجرد تمزيق الأمة وتفتييت وحدتها بالنمط الاستعمارى التقليدى القديم وإنما باستخدام قوى الظلام لترويج الضحالة الفكرية وتبرير الخداع باسم الدين وتصوير الإرهاب على أنه جهاد فى سبيل الله. وكلما اشتدت حملات الهجوم على السيسى كلما أيقن العرب أنه مستهدف من أعداء الأمة ليس لشخصه وإنما لأنه يمثل بصيصا من النور فى لحظة مظلمة لم يكن ظلامها حالكا بمثل ما هو عليه الحال هذه الأيام! والأمة التى أحبت صلاح الدين الأيوبى لشجاعته وعشقت فى جمال عبد الناصر صراحته هى ذات الأمة التى ترى فى السيسى أملا وقدوة... وضمائر الشعوب لا تعرف الكذب أو النفاق! خير الكلام: كلما يشتد الظلام علينا أن نتطلع إلى قدوم الفجر! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله