1 - ليس صحيحا أن الدعوة لتجديد وتحديث ترشيد الخطاب الدينى التى يكرر الرئيس عبد الفتاح السيسى الإلحاح عليها مقدمة لإعادة النظر فى ثوابت الشريعة الإسلامية كما يقول أولئك المرجفون من تجار الدين وكوادر الجماعة وإنما الصحيح أنها دعوة لصياغة خطاب مستنير يؤكد بالأدلة والشواهد التاريخية أن الإسلام هو أول ديانة تطلق حق التفكير للإنسان كضرورة لتحرير العقل من الأوهام والخرافات والتقاليد والعادات الجهولة والغبية. لابد لنا من خطاب دينى واضح وخال من أى التباس يقول للدنيا كلها أن الإسلام يحض على نبذ كل ما لا يقبله العقل البشرى ويحرض على حق التفكير فى كل شيء وعرضه على العقل فإن آمن به العقل عن رضا واقتناع كان محل قبول وإيمان وإن رفضه العقل فليس لأحد أن يجبر الإنسان على القبول به. لقد أباحت الشريعة الإسلامية حرية الاعتقاد وعملت على صيانة هذه الحرية وحمايتها إلى آخر الحدود ولكن السلوكيات الخرقاء والمريضة من جانب الخوارج الجدد هى التى وفرت الأجواء الملائمة لتصوير أمتنا الإسلامية على أنها أمة معادية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتحجر على حرية العقيدة ودليلهم على ذلك الممارسات الغشومة لتنظيم «داعش» ومن على شاكلته فى التعامل مع غير المسلمين بوحشية وجهالة من خلال تخييرهم بين دخول الإسلام أو دفع الجزية أو الموت. أتحدث عن خطاب دينى يؤكد بوضوح لا لبس فيه أن لكل إنسان كامل الحق فى أن يعتنق من العقائد ما يشاء وليس لأحد أن يحمله على ترك عقيدته أو اعتناق غيرها أو منعه من إظهار عقيدته وممارسة الشعائر ومباشرة الطقوس فى المعابد والمدارس التى توفر حق تدريس الديانة بها تحت رايات الدولة الإسلامية السمحاء. وليكن لنا فى الرسول عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة فهو القائل فى حديث نبوى شريف: « المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم» والمعنى واضح الناس عامة وليس المسلمين وحدهم. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : كل شيء يصدأ باستثناء الكلمة الطيبة والمعدن النفيس ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله