لا أظن أن الأمة الإسلامية علي طول تاريخها- الذي يزيد علي14 قرنا من الزمان- كانت بحاجة إلي الفهم الصحيح للإسلام واستيعاب الجوانب السمحة في الشريعة الإسلامية بمثل ما تحتاجه اليوم حيث تجري محاولات لخلط الأوراق وإساءة استخدام حق الإفتاء والتفسير لأغراض سياسية ودنيوية ضيقة! ولست أزعم أنني أملك حق الإفتاء أو التفسير ولكنني في حدود الثقافة العامة أستطيع أن أقول إن الشريعة الإسلامية هي أول شريعة سماوية أباحت حرية الاعتقاد وعملت علي صيانة هذه الحرية وحمايتها إلي آخر الحدود فلكل إنسان طبقا للشريعة الإسلامية أن يعتنق من العقائد ما شاء وليس لأحد أن يحمله علي ترك عقيدته أو اعتناق غيرها أو منعه من إظهار عقيدته و ممارسة الشعائر التي تتفق مع ذلك. وقد بلغت الشريعة الإسلامية غاية السمو وقمة الرقي حينما قررت حرية العقيدة للناس عامة مسلمين وغير مسلمين, وحينما تكفلت- أيضا- بحماية هذه الحرية لغير المسلمين في بلاد الإسلام.. ففي أي بلد إسلامي يستطيع غير المسلم أن يعلن عن دينه ومذهبه وعقيدته وأن يباشر طقوسه الدينية, و أن يقيم المعابد والمدارس لإقامة دينه وتدريسه للراغبين فيه دون حرج عليه... بل إن الشريعة الإسلامية ذهبت إلي ما هو أبعد وأعمق من ذلك فالإسلام هو أول من أطلق حق التفكير للإنسان لكي يحرر العقل من الأوهام والخرافات والتقاليد والعادات.. حيث تبيح الشريعة لكل إنسان أن يقول ما يشاء أو أن يعتقد ما يري أنه الحق والصواب, وأن يدعو إلي رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة, وأن يجادل بالتي هي أحسن.. وألا يجهر بالسوء من القول و لا يبدأ.. و أن يعرض عن الجاهلين حتي لو أساءوا إليه. إن أبسط متطلبات احترام الشريعة الإسلامية ومبادئها السمحة تحتاج إلي سعة الأفق وليس إلي المغالاة في التشدد.. وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: شر البلاد مكان ليس لك فيه صديق يؤنس وحدتك! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله