ما أحوجنا في رحاب ذكري مولد سيد الخلق النبي الأمي محمد بن عبد الله حامل رسالة الإسلام والسلام إلي البشرية جمعاء أن نجدد السعي باتجاه الفهم الصحيح للإسلام. من أجل استيعاب الجوانب السمحة في الشريعة الإسلامية التي حررت العقول من الأوهام والخرافات. كان محمد عليه الصلاة والسلام أحرص الناس علي وضع المبادئ السامية للدين الحنيف موضع التنفيذ علي أرض الواقع لكي تكون نبراسا للبشرية وليس للمسلمين وحدهم فقط. هو القائل: المؤمن من آمنه الناس علي أموالهم وأنفسهم وكان يقصد بذلك أن يقول صراحة أن الأمن حق للناس كافة وليس قصرا علي المسلمين وحدهم. وهو الذي قدم أفضل نموذج للتسامح عندما فتح مكة وقال لأهلها من المشركين اذهبوا فأنتم الطلقاء مستهدفا بذلك التأكيد علي أن الإسلام يكفل حرية العقيدة وأن الشريعة الإسلامية تضمن حرية الاعتقاد لغير المسلمين في بلاد الإسلام بحيث يستطيع غير المسلم المقيم في أي بلد غير إسلامي أن يتمتع بكافة حقوق المواطنة وأن يجاهر بدينه ومذهبه وعقيدته وأن يباشر بكل حرية طقوس عبادته. في هذه الذكري العطرة نتوقف بالتأمل أمام الشريعة الإسلامية التي حمل لواءها محمد بن عبد الله التي تبيح لكل إنسان أن يقول ما يشاء وأن يعتقد ما يري أنه الحق والصواب وأن يدعو إلي رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادل بالتي هي أحسن وألا يجهر بالسوء من القول ولا يبدأ.. وأن يعرض عن الجاهلين حتي لو أساءوا إليه! كانت أقواله وأفعاله تصب في تأكيد حق الجائع في أن يطعم والعاري أن يكسي والشارد أن يؤوي والمريض أن يعالج بصرف النظر عن الملة والدين حيث لا يجوز طبقا للشريعة الإسلامية أن تكون هناك تفرقة في المعاملة بين الناس بسبب اختلاف الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس. ومن يراجع الأحاديث النبوية الشريفة يجد اهتماما واضحا بتأكيد احترام النفس والروح فالنفس الإنسانية لها حرمتها ومن ثم لا يجوز الاعتداء عليها بأي نوع من العدوان في حياتها أو مالها أو عرضها أو عقيدتها أو أمنها. خير الكلام: متواضع لله بين عباده.. والله يبغض عبده المتكبر! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله