زوبعة المادة الثانية(1) بعيدا عن الانجرار لتلك الزوبعة الفارغة التي يثيرها البعض بين الحين والحين حول المادة الثانية من الدستور التي تنص بالحرف الواحد علي أن: الإسلام دين الدولة. واللغة العربية لغتها الرسمية, ومباديء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.. ربما يكون مفيدا وضروريا أن نلقي نظرة علي الإسلام الصحيح, وأن نحاول فهم واستيعاب روح الشريعة الإسلامية التي تمثل العنوان الصحيح للإسلام. إن الشريعة الإسلامية تبيح لكل إنسان أن يقول ما يشاء أو أن يعتقد ما يري أنه الحق والصواب, وأن يدعو إلي رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة, وأن يجادل بالتي هي أحسن.. وأن لا يجهر بالسوء من القول ولا يبدأ به.. وأن يعرض عن الجاهلين حتي لو أساءوا إليه. ثم إن الإسلام يحترم النفس والروح فالنفس الإنسانية لها حرمتها فلا يعتدي عليها بأي نوع من العدوان في حياتها أو مالها أو عرضها أو عقيدتها أو أمنها.. وهذه القواعد والأسس الرشيدة التي استنتها الشريعة الإسلامية تسري علي المقيمين في الدول الإسلامية وزائريها سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين حيث لا يجوز طبقا للشريعة الإسلامية أن تكون هناك تفرقة في المعاملة بين الناس بسبب اختلاف الدين أو اللغة أو القوم أو الوطن أو اللون أو الحرفة. وليس هناك في الإسلام ما يخول أحدا حق حرمان أحد من هذه الحقوق الإنسانية إلا بمبرر قوي ودامغ من نوع القتال ضد الدولة, أو ما شاكله من أعمال التجسس لأعدائها فيعاقب بقدر ما أتي من فعل بغيض حسبما ينص القانون.. وحتي في هذه النقطة يجب التزام العدل الدقيق الذي لا يتأثر بفورة عاطفية أو نعرة إقليمية أو قومية أو طائفية.. فالله تعالي- يقول- جل شأنه-:' ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق'. والرسول- عليه الصلاة والسلام- كان أحرص الناس علي إعمال هذه المباديء السامية في أرض الواقع لكي تكون نبراسا للمسلمين فهو القائل:' المؤمن من آمنه الناس علي أموالهم وأنفسهم..' وكان يقصد- صلي الله عليه وسلم- بذلك أن يقول صراحة أن الأمن حق للناس كافة وليس قصرا علي المؤمنين والمسلمين وحدهم. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الحكيم من يستفد من معارضيه بأكثر من استفادته من مؤيديه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله