أظن أن ترشيد الخطاب الدينى يمثل فى هذه المرحلة من عمر الأمة الإسلامية ضرورة تتخطى كل الأولويات فى مواجهة حملة شرسة تستهدف تصوير العالم الإسلامى على أنه معاد للحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان ويحجر حرية العقيدة وذلك على خلاف الحقيقة وبالتجاهل التام إلى أن الشريعة الإسلامية أباحت حرية الاعتقاد وعملت على صيانة هذه الحرية وحمايتها إلى آخر الحدود حيث لكل إنسان طبقا للشريعة الإسلامية كامل الحق فى أن يعتنق من العقائد ما يشاء. بل إن الشريعة الإسلامية توفر حرية العقيدة للناس عامة مسلمين وغير مسلمين ففى أى بلد إسلامى يستطيع غير المسلم أن يعلن عن دينه ومذهبه وأن يباشر طقوسه الدينية وأن يقيم المعابد والمدارس لإقامة الشعائر وتدريس الديانة. والرسول عيه الصلاة والسلام كان أحرص الناس على إعمال هذه المبادئ السامية فى أرض الواقع لكى تكون نبراسا للمسلمين على طول الزمان فهو القائل فى حديث نبوى شريف: «المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم»... والمعنى واضح فى أن رسول الله يخاطب أمته داعيا إياها أن تكون على بينة من أن الأمن حق للناس كافة وليس قصرا على المؤمنين والمسلمين وحدهم. نحن بحاجة إلى خطاب دينى مستنير يبرز للقاصى والدانى أن الإسلام هو أول ديانة تطلق حق التفكير للإنسان لكى يحرر العقل من الأوهام والخرافات والعادات وأن هذا الدين الحنيف كان أول من دعا لنبذ كل ما لا يقبله العقل وكان أيضا أول محرض على التفكير فى كل شيء وعرضه على العقل فإن آمن به العقل كان محل إيمان وإن كفر به كان محل كفران. ونحن أيضا بحاجة إلى خطاب دينى يوضح للكافة أن الإسلام الصحيح يبيح للإنسان أن يفكر كما يشاء فالشريعة الإسلامية لا تعاقب الإنسان على أحاديث نفسه ولا تؤاخذه على ما يفكر فيه وإنما تؤاخذه فقط على ما يقترفه من أقوال وأفعال محرمة. والحديث متصل.. خير الكلام: العيون نوافذ يطل منها العقل على القلب ! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله