ليس هناك في الإسلام شيء يعطل استخدام المرء لعقله تحت دعاوي السمع والطاعة لأن التراث الإسلامي منذ نزول الدعوة يشهد بشكل واضح وجلي أن الإسلام الصحيح كان أول داعية لنبذ كل ما لا يقبله العقل, وأول محرض علي التفكير في كل شيء وعرضه علي العقل, فإن آمن به العقل كان محل إيمان, وإن كفر به كان محل كفران.. فمن عظمة الشريعة الإسلامية أنها لا تسمح للإنسان أن يؤمن بشيء إلا بعد أن يفكر فيه ويعقله... وأيضا فإن الشريعة الإسلامية لا تتيح للإنسان أن يقول مقالا أو يفعل فعلا إلا بعد أن يفكر فيما يقول. ومعني ذلك أن الإسلام الصحيح يبيح للإنسان أن يفكر كما يشاء وهو آمن من التعرض للعقاب علي هذا التفكير بما في ذلك التفكير في الإقدام علي أعمال تحرمها الشريعة الإسلامية.. والعلة في ذلك أن الشريعة لا تعاقب الإنسان علي حديث نفسه ولا تؤاخذه علي ما يفكر فيه من فعل أو قول محرم, وإنما تؤاخذه علي ما اقترفه من أقوال وأفعال محرمة... وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم. أريد أن أقول بوضوح: إن أعظم ما في الإسلام أنه يحترم العقل ويحترم النفس والروح فالنفس الإنسانية لها حرمتها فلا يعتدي عليها بأي نوع من العدوان في حياتها أو مالها أو عرضها أو عقيدتها أو أمنها! وتاريخ الأمة الإسلامية يشهد بأن هذه القواعد والأسس الرشيدة التي استنتها الشريعة الإسلامية تسري علي المقيمين في الدول الإسلامية وزائريها سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين... وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: ليس للحقود' أمان' و ليس للغادر' فرصة' و ليس للطماع' حدود'! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله