بعد أن من الله على مصر برئيس منتخب رفع رأسها عاليا في شتى المواقف، أرعب الدول الكبرى قبل الصغرى، وهز كيان إسرائيل، وترضى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أقطاب دولة إيران الشيعية. وانتقد القمع السوري الظالم وهو ما جعل الوفد السوري الموالي للطاغية بشار ينسحب... إلخ، بالرغم من كل هذا تعالت أصوات غريبة صرنا نسمعها اليوم هنا وهناك تزايد على إرادة الأمة المصرية، وتقدح في رئيسها المنتخب من قبل الأمة كلها، انتخابات نزيهة لم ترها مصر منذ عقود من الزمان بشهادة الأغراب قبل الأقارب، كفانا اعتراضا وكلامًا ومزايدات وتضييع وقت وإهدار أموال هنا وهناك واستنفاد طاقات في مهاترات ومجادلات لا تسمن ولا تغني من جوع. هناك من يصادر على إرادة الأمة ويزعم أن الرئيس يتبع سياسة الأخونة وسياسة التكويش، ويعمي بصره عن كل إنجاز يقدمه الرئيس المنتخب الذي أشاد به العالم أجمع، وما زالت هناك أنفس خبيثة تكره الخير لمصر، وتحاول أن تقدح في رئيسها، إن هؤلاء يكرهون الإسلام ولكنهم يتسترون خلف مهاجمة الإخوان، ويقولون: لا لأخونة الدولة، هم يودون الطعن في الإسلام ولكنهم يتخذون الإخوان ذريعة لهذا، إن هؤلاء عملاء للموساد الإسرائيلي والمخابارت الأمريكية ولا يريدون لنا خيرا أبدًا هم خدام لمن يدفعون لهم، ولا بد من وقفة صارمة من سيادة الرئيس وحكومته مع كل من يزعزع أمن البلاد، سواء بنشر الفساد أو تعويق الطرقات تحت مسمى التظاهر المزعوم أو نشر تصريحات إعلامية مفبركة، لا بد من محاسبة كل هؤلاء والتصدي لهم بيد من حديد. لا بد أن نستعيد ثقافة التقدم واحترام إرادة الناخبين وكفانا تسلطًا وتجبرًا، فكم عانينا من تلك الثقافة البائدة، لا بد أن نخرج ببلادنا من مستنقعات الجهل والمرض والفقر ونكتب في مصافّ الأمم المتقدمة، أما أن نظل هكذا يهاجم بعضنا بعضا ونعترض على بعض فلا، لماذا لا نعمل وونجتهد ونعطي الفرصة للرئيس وحكومته وفريقه الرئاسي أن يعملوا، وكل من وجد في نفسه شجاعة وقدرة على خدمة بلده فليتقدم بما لديه من اقتراح أو دراسة لمن بيده الأمور ونخلص النية لله تعالى؛ كي يصلح الله مصرنا الغالية ويكشف عنا ما نحن فيه من هم وغم وكرب وتأخر وأزمات اقتصادية وأمنية وثقافية. لا بد من وقفة مع إعلامنا كي يعدّل من نفسه، ويترك ثقافة التطبيل لهذا أو ذاك وليعلم أن الكلمة أمانة، وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، ولا داعي لأن نسمع لصوت المخربين والمحرضين على سلامة وأمن بلادنا، وليتجه هذا الإعلام إلى دوره الحقيقي في بث الثقافة النزيهة والنافعة والإصلاحية في المجتمع المصري كله، وما أحوجنا إلى إعلام يبث القيم وينشرها ويؤصلها في المجتمع كله، بدلا من نشر الأفلام الإباحية التي تحض على الرذيلة وتدعو إلى نشر الفاحشة، ثم نعود فنستنكر وقائع التحرش الجنسي وحوادث الاختطاف والتعدي على النساء!! فلا بد من وقفة صارمة مع كل من يتهاون في نشر الفساد الأخلاقي في مجتمعنا من الإعلاميين والإعلاميات، كفانا خزيا وعارا لا بد أن نفيق من غيّنا وننشر قيم ديننا الحنيف في مجتمعنا ففى هذا الفلاح كل الفلاح، فلسنا أقل من تلك المجتمعات الغربية التي تحترم مجتمعاتها، فما أحوجنا أن نحترم كلمتنا ولا نتكلم إلا بما يرضي الله تعالى. المزيد من مقالات جمال عبد الناصر