عشنا مهرجانا سياسيا لأول مرة يشارك فيه العديد من رجالات مصر الوطنيين والذين عرضوا برامجهم الانتخابية. البعض منهم عنده آمال يراد تحقيقها في فترات زمنية محددة والبعض الآخر تمثل في طموحات قد تكون صعبة التحقيق لعجز في الموارد أو اختلاف في الرؤي خاصة ونحن أمام واقع وصلنا إليه بعد الفترة الانتقالية التي تغيرت فيها الموازين المالية والاقتصادية بل وبلغت تطلعات الجماهير إلي آفاق قد تفوق الامكانيات الحالية أو حتي المستقبلية في الاجل القصير لأنك سيادة الرئيس المنتخب ستواجه بالمشاكل والمطالب التي قد آن الاوان أن نعرف كيف سوف تواجهها من خلال فهم لمقومات هذه المشاكل وما الطريق الذي سوف تتبعه لمواجهة حل هذه المشاكل التي تتمثل في رغبة صادقة وأمينة لمستقبل هذا الوطن وقد حاولت تجميع هذه التطلعات تحت عناوين أري أنها تمثل »منظومة متكاملة« أصدقك القول إن ما أعرضه هو خلاصة ما يدور في أذهان كل مواطن مصري وهي ما يمكن أن تدور في ذهن مواطن يود أن يعيش في مجتمع الكرامة والسلام الاجتماعي لا يريد شيئا سوي أن توفر له سبل الحياة في إطار من دستور لحقوق الإنسان والديمقراطية الذي يتردد كل يوم كشعار وأصبحت سيادة الرئيس مسئولا عن تفعيله متمنيا لكم التوفيق وفي انتظار أن اسمع منكم كيف ستعرض بعد انتخابكم برنامجا وطنيا تحدد معالمه ومكوناته والزمن الذي تقترحون أمام المواطن تنفيذا لآماله وتطلعاته، مع ايماني بضرورة أن ترتفع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وجمعيات رجال الأعمال والتعاونيات إلي مستوي التعاون الذي يعظم الناتج القومي ويرشد الانفاق لوضع منظومة للعمل الوطني تتحدد علي أساس أولويات علي رأسها جودة الحياة للمواطن المصري. أولا نحن لا نريد مجتمعا بلا هوية أو منهج أو رؤية »بعد تجربة الرأسمالية والاشتراكية وعلينا أن نحدد خريطة الطريق«. بلا حرية »بكل أبعادها الحرية المسئولة وليست الحرية سداح مداح«. بلا إنتاج »حتي نواجه مطالب الجماهير لابد من تعظيم كل الطاقات المتاحة والتي يمكن توفيرها«. بلا إيمان بالعلم والتكنولوجيا »في عصر السماوات المفتوحة«. بلا تعاون وتكامل » في عصر التحالفات الاقليمية التي لم تتمكن من تحقيقها علي المستوي العربي«. بلا ابتكار وابداع وجمال واطلاق طاقات الشباب. بلا تسامح وتآلف »بعيدا عن العنف والتطرف«. بلا عقيدة »فلكل إنسان الحق في اختيار العقيدة لا اكراه في الدين«. بلا حب »لأن المجتمع الذي يصاحبه الحب يفقد عنصرا مهما في إقامة حياة سعيدة«. بلا صدق ونزاهة وأمانة ورضاء نحن نريد مجتمعا يتميز بالشفافية. بلا سلام اجتماعي »تحقيقا لمبدأ التكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء«. بلا أخلاق »لأن الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا«. بلا عدالة »لأن الظلم لا يقيم مجتمعا إنسانيا له حقوق وعليه واجبات«. بلا أمن »لأن الأمن والاستقرار هما دعامة التقدم والنمو«. بلا احترام للقانون »لأننا لابد أن نعيش في ظل دولة القانون«. بلا احترام لهيبة الدولة »لأننا مطالبون باستعادة هيبة الدولة نتيجة الانفلات الأمني«. بلا منظومة متكاملة للعمل الوطني. »لأن الحلول الجزئية تعني ترحيل مشاكل المجتمع وبالتالي استمرار الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والمظاهرات التي لابد أن تنتهي مع التجاوب مع مطالب الجماهير المعقولة«. ثانيا: نحن نريد مجتمعا. بلا أمية »بالعلم والمال بيني الناس ملكهم لم يبني ملك علي جهل وإقلال«. بلا بطالة »الإنسان هو صانع الحضارة وتشغيله واجب وطني لابد أن يحتل المقام الأول«. بلا مرض »لأن قوة الأبدان هي قوة تعظيم الناتج القومي ولان العقل السليم في الجسم السليم«. لا إسراف أو تبذير »لأن الاسراف والتبذير تحاربه الرسالات السماوية«. بلا انحراف أو فساد »لأن الموارد محدودة وسوء استخدامها لا يقيم مجتمعا«. بلا تطرف أو عنف »لأن استقرار المجتمع شرط أساسي لتحقيق النمو والتنمية«. بلا تعصب ديني »لابد أن تكون الوسطية هي شعار المرحلة«. بلا احتكار »لأن احتكار المال والعمل تقسم المجتمع وتدعو إلي الحقد والاحتقان«. بلا تمييز بين الجنس »لأن الانثي والذكر هما عماد المجتمع لا يمكن الاستغناء عن احدهما«. بلا عشوائيات »لأن ما نراه يمثل خطورة علي أداء المجتمع وهذه المواقع تحتاج إلي نقلة حضارية«. بلا عداء مع الخارج. »لأن التواصل مع العالم الخارجي بكل توجهاته أصبح ضرورة في عالم الانفتاح علي كل الثقافات والحضارات«. بلا بلطجة »لأن العنف والتطاول علي السلطة انحراف وفوضي لابد أن نخضعه للقانون وبحزم«. بلا مخدرات »لأنها تذهب العقل ويعقد طاقة بشرية نحن أحوج ما نكون لها«. بلا غلاء. »لأن المواطن يتطلع إلي التوازن بين صافي دخله واحتياجاته والضرب علي أيدي الجشعين ونهازي الفرص«. بلا ظلم لأن ذلك يثير حفيظة المواطن ضد المجتمع. بلا فوضي »لأن انفلات الشارع لا يصح أن يستمر ولابد من اعمال القوانين«. بلا أطفال شوارع »لانهم يمثلون خطرا علي المجتمع«. بلا عجز في المرافق (لأن البنية التحتية هي السبيل إلي تحقيق النمو في الإنتاج والخدمات). بلا فقراء أو مساكين (لأن الفقر لو كان رجلا لقتلته). بلا ذوي احتياجات خاصة (لأن المجتمع مسئول عنهم واغنياؤه عليهم توفير حاجياتهم كفرض وليس كمنة).. ولاشك ان هذه الرؤي تحتاج إلي توافق بين أبناء المجتمع لابد ان تساهم كل القوي الوطنية في تحقيقها ومع وضع الأهداف والسياسات والبرامج لكل من هذه الرؤي لابد من المتابعة والتقييم سواء علي المدي القصير أو المتوسط والطويل، ويتحمل كل فرد في هذا الوطن مسئوليته وصدق الله تعالي إذ يقول »تعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان«. صدق الله العظيم