* عميدة «التمريض»: عدد طلاب الدفعة 500 والمستشفيات تحتاج 15 ألفا ! * وكيلة وزارة الصحة: «العناية المركزة» الأكثر تضررا .. ولابد من فتح مدارس جديدة أسرة عناية مركزة خالية من المرضى ..حضانات أطفال مبتسرين مرفوعة من الخدمة ..مجهود مضاعف من العاملين بالمستشفيات من أجل تقديم خدمة طبية متكاملة فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة ..ممرضة لكل 20 مريضا فى كثير من المستشفيات، كل هذا يؤثر بشكل سلبى على طرفى العملية العلاجية المريض والتمريض معا ..خدمات طوارئ بطاقة منخفضة وخدمة طبية مفتقدة.. هذا هو حال المستشفيات سواء الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة أوالخاصة بمحافظة الاسكندرية وذلك بسبب الأزمة التى تعانى منها والمتمثلة فى النقص الشديد فى اعداد هيئة التمريض بها، والتى تعد من أهم مقومات نجاح العملية العلاجية المقدمة للمرضى ..والنتيجة الحتمية تزايد شكاوى المرضى والمترددين على هذه المستشفيات من سوء الخدمة فى بعض الأحيان،وانعدامها فى أحيان أخرى ...وفى المقابل تتعالى صرخات المسئولين بالمستشفيات من قلة اعداد هيئة التمريض مما يعوق العمل ويضعف من جودة الخدمةالصحية المقدمة للمرضى على جميع مستويات التخصصات الطبية..ولأن لكل مشكلة أسبابها كان لابد من البحث عن جذورها للوقوف على كيفية حلها ..لذلك كانت بداية جولة «تحقيقات الاهرام» من المفرخة الاساسية لهيئةالتمريض، وبالأحرى كلية التمريض. زيادة أعداد المستشفيات الدكتورة مها عادل سالم عميدة كلية التمريض جامعة الاسكندرية أوضحت أن السبب الرئيسى لأزمة نقص التمريض يرجع الى قلة الأعداد من الطلبةالملتحقين بالكلية، فمنذ سنوات عديدة لم يكن هناك احتياج الى أعداد كبيرة من هيئة التمريض لأن عدد المستشفيات كان محدودا سواء الجامعية أوالمؤسسة العلاجية او المستشفيات الخاصة، وكان عدد الملتحقين بالكلية حينذاك لايتعدى 200 طالب وطالبة وكان كافيا إلى حدما, أما فى الوقت الحالى الدفعة بالكلية من 400 إلى 500 طالب وطالبة فى مقابل زيادة كبيرة فى اعداد المستشفيات، وبالتالى زيادة فى عدد الأسرة والمرضى بالاضافة الى وحدات العلاج الحرج، ولكل هذا أصبحنا فى حاجة إلى ما لا يقل عن 15 ألف ممرض وممرضة لتقديم مستوى عال من الخدمة الطبية، ففى وحدات العلاج الحرج يجب أن يكون هناك ممرضة لكل مريض، ولكن للاسف لا نستطيع الالتزام بذلك نتيجة ضعف الخريجين من الكلية والذين يتم الاستعانة بهم لتحقيق خدمة طبية عالية المستوى لذلك نرى فى رعاية وحدات الاطفال المبتسرين فى مستشفى الشاطبى الجامعى للاطفال 80 حضانة يعمل بها 7 ممرضات فقط وهذا معناه ان النسبة 1 الى 11 وهذا بسبب النقص الشديد فى اعداد التمريض. وأطرح سؤالي....لماذا لا يتم تخريج أعداد كبيرة بكلية التمريض؟ الإشراف اللصيق تجيب الدكتورة مها عادل : لكى تؤدى الكلية رسالتها لابد من زيادة اعضاء هيئةالتدريس بالكلية، حيث يحتاج تدريب الطلاب الى مايسمى ب»الاشراف اللصيق» فيجب على عضو التدريس الاشراف على التدريب العملى على إجراءات الرعاية الصحية على (15) طالبا وطالبة فقط للتأكد من تمكنهم منها تجنبا لوقوع أخطاء تكون نتيجتها حياة مريض ....والواقع فى هذا الصدد يؤكد ان فى بعض الاقسام العملية بالكلية يكون اشراف عضو التدريس على اكثر من (30) طالبا وطالبة مما يترتب عليه استمرار ساعات العمل حتى الساعة الثامنة مساء واضطرار الكلية الى تقسيم هذا العدد على مجموعات صغيرة ....هنا نواجه مشكلة أخرى وهى نقص أماكن التدريب للطلاب فى المستشفيات فتكون المحصلة النهائية أن الكلية تكافح من اجل أهم معيار لديها فى الجودة وهو جودة الخريج. وتشير إلى مشكلة اخرى تواجه نقص عدد الخريجين من الكلية والمتمثلة فى قلة قاعات التدريس الرئيسية رغم ان الكلية لديها 80 فصلا دراسيا لمرحلةالبكالوريوس والبرنامج العادى والمكثف وهو الخاص بالخريجين من جميع الكليات والتخصصات ويلتحقون بالدراسة بالكلية لمدة 24 شهرا ثم يتبعها سنةتدريبية للامتياز، ويحصل بعدها الخريج على بكالوريوس التمريض ويبلغ عدد الطلاب به نحو 500 طالب وطالبة ...لذلك فإن نقص قاعات التدريس مع قلةالامكانات تتسبب فى اعادة المحاضرة عدة مرات مما يترتب عليه اضاعة للوقت والجهد للطلاب وعضو هيئة التدريس، الى جانب عدم وجود ميزانيةلتطوير معامل مهارات التمريض حيث يوجد بالكلية 11 معملا فى التخصصات المختلفة فى حاجة الى التطوير ومسايرة التقدم التكنولوجي. كلية من الدرجة العاشرة وتؤكد عميدة كلية التمريض ....للأسف يتم التعامل مع كلية التمريض على أنها كلية من الدرجة العاشرة ليس لها حق المطالبة بأية ماديات .. فمعظم احتياجات الكلية يتم تدبيرها بتبرعات أعضاء هيئة التدريس..... ورغم ذلك تسهم الكلية بدور فعال حيال مشكلة نقص اعداد هيئة التمريض التى تعانى منها المستشفيات حيث نقوم بعمل بروتوكولات تعاون مع المستشفيات العامة والخاصة لامدادهم بالخريجين ذوى الكفاءة، ولكن للاسف المستشفيات لاتلتزم بالمقابل المادى المتفق عليه للخريج مما يؤدى الى تسربهم منها والعمل فى أماكن أخري. معهد التمريض اضافة وماذا عن معهد التمريض؟ تجيب : كان منذ نشأته يتبع كلية الطب وبناء على قرارات المجلس الأعلى للجامعات والقرار الجمهورى عام 2012 أصبحت تبعية معاهد التمريض على مستوى الجمهورية لكليات التمريض، وبالفعل انتقلت تبعية المعهد الينا والدراسة به عامان بعد الثانوية العامة، يحصل بعدهاالخريج على دبلوم تمريض وهو يضم ألف طالب وطالبة هذا العام وهو عدد سيسهم فى سد العجز فى هيئة التمريض بالمستشفيات، ولكن فى الأقسام الباطنةالداخلية والعيادات الخارجية. نقص الميزانية المستشفيات الجامعية إحدى المؤسسات الطبية العامة التى تعانى جراء هذه الازمة وعنها يقول الدكتور وائل نبيل رئيس قطاع المستشفيات الجامعيةبجامعة الإسكندرية.....لدينا عشرة مستشفيات بالجامعة يتردد عليها نحو 3 ملايين مواطن سنويا فى جميع التخصصات الطبية ....يعمل بها فعلا 3036 ممرضاوممرضة، فى حين من المفروض أن يكون عددهم 4450 ، هذا الفارق الكبير لا نستطيع تعويضه الا من خلال التعاقد بنظام «النوباتجية الواحدة» مع فنيى تمريض من خارج المستشفيات وبالفعل نحن متعاقدون مع 300 ممرضة لسد جزء من العجز، بالاضافة الى مساهمة كلية التمريض حيث ترسل الطلبةوالطالبات للعمل بالمستشفيات الجامعية،وإلا نعجز عن حل الأزمة التى تحتاج مليونا و776 ألف جنيه شهريا لحلها. خارج الخدمة وعن المشاكل المترتبة عن نقص اعداد التمريض يقول: بالطبع الرعاية الصحية تتأثر بشكل كبير فيوجد 34 سرير عناية مركزة غير مفعلة و 20 حضانة للأطفال المبتسرين خارج الخدمة و70 حضانة للاطفال المبتسرين عليها 10 ممرضات فقط..أمابقية الاقسام والعنابرفهى تعانى أزمة فلا توجد سوى ممرضة واحدة داخل العنبرالذى يضم من 15 الي30 مريضا والمطلوب وجود ممرضتين، كل هذا يعنى مجهودا مضاعفا على العاملين بالمستشفي..كما أن مرتبات التمريض لاتتناسب مع حجم العمل، والنتيجة هروب جماعى لأعداد كبيرة من هيئة التمريض الى المستشفيات الخاصة التى تمنح رواتب كبيرة. مدرسة داخل كل مستشفى وعن الحلول المقترحة يقول الدكتور وائل نبيل : من الضرورى عودة مدارس التمريض التى تم إغلاقها و انشاء مدرسةداخل كل مستشفى لتخريج ممرضات وممرضين يعملون فى ذات المستشفى لسد العجز، خاصة ان خريجى الكليات لا يكفى عددهم لحل الأزمة ولابد من تغيير قانون التكليف لهيئة التمريض والذى يقضى بتكليف الخريجين فى المستشفيات الجامعية والعامة ...أما ما يحدث بالفعل بمجرد ورود الكشوف بأسماء المكلفين فنفاجأ بورود قرارات تعديل التكليف من المستشفيات الجامعية الى مستشفيات وزارة الصحة دون ابداء اية اسباب ...وعند الاستفسار تكون الاجابة «أنهم من خارج الاسكندرية» وهذا يعد احداسباب الازمة التى نعانى منها. تعديل قانون التكليف ويشير الى أنه من المفروض أن يكون التكليف لمدة عامين كاملين وفقا للقانون وفى حالة انقطاع المكلف عن العمل وعودته يبدأ العامان من جديد، فيتسلم العمل فترة ثم يعاود الانقطاع مرة اخرى المدة التى يريدها، ونحن لا نملك له أمرا لان القانون فضفاض تماما ولا ينص على عقوبات أو جزاءات، لذلك فإن تعديل قانون التكليف أمر عاجل من اجل حل هذه الأزمة. بدلات وحوافز وللدكتورة عزة الفناجيلى وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية رأى فى المشكلة التى تعانى منها مستشفيات وزارة الصحة فتقول هناك 16 مستشفى تابعا للوزارة يبلغ عدد اعضاء هيئة التمريض بها 2285 ممرضا وممرضة، وهذا عدد غير كاف اطلاقا، لذلك فان هذه المستشفيات فى حاجة الى 1332 آخرين لسد العجز الذى تعانى منه معظم الأقسام خاصة العناية المركزة ....ومن اجل التغلب على المشكلة لابد من اعادة توزيع التمريض وتعديل جداول النوبتجيات والسهر مع زيادة عدد ساعات العمل الاسبوعية، مقابل ذلك يتم صرف بدلات وحوافز مادية لهم، الى جانب فتح مدارس جديدة للتمريض بالمستشفيات التابعةلمديرية الصحة لزيادة اعداد هيئة التمريض على أن يتم تدريبهم تدريبا علميا وعقد دورات تدريبية داخل المستشفيات لرفع كفاءتهم لخدمة المرضي.