كتبت حنان المصري: تسببت أزمة نقص أعضاء هيئة التمريض بمستشفيات الإسكندرية في تدني الخدمة وإهدار المال العام خاصة في أقسام الأطفال والعناية المركزة, وحرمت المرضي من الاستفادة من أحدث الأجهزة الطبية وأصبحت هناك غرف للرعاية المركزة بها أحدث الأجهزة مغلقة والسبب عدم وجود ممرضات, والأدهي من ذلك أنه تأجل افتتاح مستشفيات بالكامل لنقص أعضاء هيئة التمريض. أرجعت ابتسام محمد السيد مدير عام التمريض بمستشفيات جامعة الإسكندرية تردي الخدمة إلي نقص عدد الممرضين وأصبح لكل ممرض20 مريضا في الأقسام العادية وأربعة مرضي للحالات الحرجة. وتضيف أن السبب في هذه المأساة يرجع إلي أن مدرسة التمريض الوحيدة بالمحافظة التي كانت تخرج سنويا150 ممرضا وممرضة صدر قرار من وزير التعليم العالي عام2008 بوقف قبول دفعات جديدة بها لمدة عامين بزعم أنه سيتم تحويلها إلي معهد فني للتمريض مدة الدراسة به خمس سنوات, وهو ما حدث ولم تتلق خريجا جديدا خلال العامين السابقين, وما زاد من حجم الأزمة عدم تكليف أي خريجة من كلية التمريض بالمستشفيات الجامعية منذ عام2005 دون أي سبب, والسبب الثالث هو قانون سوزان مبارك الذي يعفي الممرضة منذ بداية أشهر الحمل وحتي بعد الولادة بستة أشهر من السهر والنوبتجيات, وأخيرا العرف السائد بين أعضاء هيئة التمريض وينص علي عدم عمل الممرضة في السهر بعد قضاء15 عاما في الخدمة وعدم عملها في النوبتجيات إلا برغبتها بعد قضاء20 عاما, مما ترتب عليه عجز وصل إلي30%. وتشير ابتسام إلي أن قوة التمريض بالمستشفيات تبلغ نحو2865 ممرضا وممرضة والقوة الفاعلة التي تعمل خلال اليوم تصل إلي30% فقط. وتطالب بضرورة زيادة عدد المقبولين سواء بمدرسة التمريض أو بالكلية لتغطية العجز. ومن جانبه يوضح الدكتور محسن عجوة مدير الخدمات الطبية بمستشفيات جامعة الإسكندرية أن هذه المشكلة عالمية وينتج عنها عجز في تقديم الخدمات المفروض توافرها, وتسبب في إهدار المال العام والخاص بقيمة الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة التي تم شراؤها ونواجه صعوبة في تشغيلها والاستفادة بها. ويفجر الدكتور عجوة مفاجأة بقوله: تردد بين المرضي وذويهم أن هناك نقصا في المعدات والأجهزة الطبية, ولكني أؤكد أن النقص في القوة البشرية وليس كما يدعون بدليل أننا نضطر في كثير من الأحيان إلي إغلاق غرف العمليات في الساعة الثانية ظهرا عدا عمليات الحوادث والطوارئ, أما الأكثر من ذلك غلق وحدات للعناية المركزة كاملة مثل وحدة العناية المركزة بمستشفي الحصرة الجامعي, ووحدات مغلقة جزئيا مثل وحدة العناية بمستشفي الشاطبي الجامعي, وأيضا امتداد وحدة العناية للأطفال المبتسرين, بالإضافة إلي مستشفيات تم تأخر تشغيلها بالكامل لعدم توافر كوادر التمريض اللازمة مثل مستشفي برج العرب, وهي مستشفي ذات تخصصات متعددة وبها(88) سريرا, ومستشفي الطوارئ والأطفال وهي تحتوي علي(750) سريرا. ويستطرد بقوله: أدي عجز أعضاء هيئة التمريض إلي وجود(40) حضانة وأجهزة التنفس للأطفال المبتسرين داخل وحدة المبتسرين بمستشفي الشاطبي بلا تشغيل ومغلق عليهم الغرفة بسبب عجز الممرضات, وطالب بضرورة تأهيل خريجي المؤهلات العليا في الجامعات لمدة عام في كلية التمريض وإلحاقهم بالعمل بهيئة التمريض فور تخرجهم, علي أن يمنحوا راتبا شهريا ثابتا خلال فترة التدريب والتأهيل كحافز مشجع لهم, وأيضا تأهيل أصحاب المؤهلات المتوسطة بهدف إلحاقهم كمشرفي تمريض بالمستشفيات, مع الوضع في الحسبان رفع الضغوط عن كاهل هيئة التمريض.