زحف المصريين بالخارج للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، كان رسالة شديدة الأهمية كتفويض جديد للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، لاستكمال مسيرته فى مواجهة الإرهاب وبناء الوطن، فالسيسى منذ توليه المسئولية فى يونيو 2014 نجح باقتدار فى حشد المصريين معه لمواجهة كل التحديات التى كانت تنذر بسقوط الدولة والتى وصفها فى حواره مع المخرجة المتميزة ساندرا نشأت بأنها أكبر من أى رئيس؛ ولكنها ليست أكبر من الشعب المصرى؛ فهو وحده القادر على قهر المستحيل، وهذا يجعلنى أستدعى حكاية الوطن مع السيسى الذى كان سندا قويا للشعب كوزير للدفاع ومبادراته الوطنية الشجاعة بإيقاف قرار المعزول السماح للفلسطينيين بتملك الأراضى فى سيناء، باعتبارها مناطق عسكرية لا يجوز تملكها لأحد، ثم مبادرته الوطنية بلم شمل القوى الوطنية تحت رعايته لتجنيب البلاد ويلات الانقسام والخلاف، وهى الدعوة التى أحبطها مكتب الارشاد بقيادة المعزول، ثم كان موقفه التاريخى فى ثورة 30 يونيو بالانحياز للشعب وحمايته من بطش الجماعة الإرهابية وقد كانت حياة السيسى حينئذ على المحك. ولأن الشعب والجيش والشرطة «إيد واحدة» فقد نجحت الثورة، رغم مؤامرات الخارج والداخل لإحباطها، وهنا كان تكليف من الشعب للسيسى بالترشح كقائد ورئيس للمصريين؛ ولكنى لم أكن متحمسا لذلك؛ فقد كنت أرى أن التحديات القائمة كفيلة بإفشال أى رئيس، ومن ثم يجب ادخار السيسى للمرحلة المقبلة، واستدعاؤه لانتشال سفينة الوطن من الغرق؛ ولكنه خاض التحدى الأكبر وفعلها من الجولة الأولى، ألا يستحق هذا الرجل أن نمنحه تفويضا جديدا فى صناديق الانتخابات، فنظرة فاحصة لخريطة المنطقة لتعرف أين نحن من مصير الآخرين؛ تجعلك تسارع بتفويضه بدل المرة ألف مرة. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى