الثلاثاء الماضى كان يوما مشهودا فى تاريخ الاهرام، بزيارة قداسة البابا تواضروس الثانى ولقائه قيادات المؤسسة وأبناءها من مختلف الأجيال حفاوة الاستقبال عكست تقديرا واحتراما كبيرين لأحد رموز مصر الوطنية، فالجميع يدرك دوره الوطنى منذ تنصيبه فى نوفمبر2012 « غقب ثورة 25 يناير»، خاصة خلال فترة اختطاف جماعة الاخوان للدولة والقفز على السلطة، بعد خداع الشعب وإرهاب القائمين على الحكم فى ذلك الوقت، وما شهدته تلك الفترة من اعتداء ممنهج من ميليشيات الإخوان وتوابعهم على الاقباط وإحراق كنائسهم، بل والاعتداء على الكاتدرائية والمقر البابوى ذاته؛ بقصد أحداث الوقيعة بين أبناء الشعب وإشعال الحرب الاهلية لإسقاط الدولة، فكانت مقولة البابا المأثورة “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن” هذا هو البابا تواضروس الثانى، الذى احتفى به كبار مفكرى وكتاب الاهرام فى أمسية رائعة، وانطلق الحوار متدفقا ودافئا على أرضية وطنية خالصة، ورغم اعتراف بعض المتحدثين بممارسة تمييز ضد الأقباط هنا أو هناك، الا أن رد البابا كان هادئا كعادته وقال إننا لم نصل لنهاية الطريق ولكن المهم أننا بدأنا الطريق، مشيدا بالزيارات المتكررة للرئيس السيسى الى الكاتدرائية وتهنئته الأقباط بأعيادهم، فضلا عن ترميم الكنائس وبناء كاتدرائية جديدة بالعاصمة الإدارية ولكن ما لم يقله البابا بحكم موقعه, أنه حان الوقت لإعمال القانون بحسم على تداعيات الملف القبطى، وضد ممارسة كافة أشكال التمييز أو تجاهل تطبيق قانون بناء وتقنين الكنائس، والتحريض ضد الآخر بالتكفير أو ازدراء الأديان وتطبيق مبدأ المواطنة الكاملة عملا لا قولا، نأمل أن يحدث ذلك فى الفترة الرئاسية الثانية، أم أن تأثير طيور الظلام يمكن أن يعوق إرادة الدولة. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى