من أجل إسرائيل وقفت الولاياتالمتحدة ضد 14 دولة فى مجلس الأمن وجدت نفسها أمام الفيتو الأمريكى عاجزة عن اتخاذ أى قرار ما دام المعلم الكبير فى البيت الأبيض قد قرر تقديم القدس كاملة هدية نهاية العام إلى إسرائيل.. جاء مشروع القرار المصرى برفض القرار الأمريكى خارج سياق ما تريده أمريكا، وكان الواضح من البداية أن الفيتو الأمريكى سوف يوقف كل شيئ.. منذ أيام وقف الرئيس ترامب وسط الجالية اليهودية يحتفل بعودة القدس إلى إسرائيل، بينما وقفت نيكى هيلى مندوبة أمريكا فى مجلس الأمن تؤكد أن القدس عادت لأصحابها وأن استخدام الفيتو دفاع عن الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط، وأن أمريكا لن تسمح لأى دولة أن تقول لها أين تكون سفارتها.. لقد تعقد الموقف الآن كثيرا أمام الدولة العظمى وهى تتحدى الجميع من أجل إسرائيل.. إلا أن أخطر ما جاء فى توابع زلزال القدس أن يلقى الرئيس ترامب ألغاما جديدة، وهو يؤكد أن الدول الغنية يجب أن تسدد للولايات المتحدة تكلفة الدفاع عنها ويقصد هنا بالطبع الدول العربية، إن الواقع الآن أن أمريكا تقف فى مواجهة مع العالم العربى والإسلامى، وإن كانت البداية هى تسليم القدس لإسرائيل فإن هناك إجراءات أخرى متوقعة، فهل يستطيع العالم العربى مواجهة هذا الزلزال.. إن أمريكا تعلم حجم الاستثمارات والأرصدة العربية فى أمريكا، فهل يستطيع العرب سحب هذه الأرصدة أو جزء منها.. إن أمريكا تعلم أن العالم العربى هو أهم أسواق السلاح، وأكثر شعوب العالم استخداما للسلع الأمريكية ابتداء بالطعام وانتهاء بالتكنولوجيا، فهل يمكن أن يمنع العرب استيراد هذه السلع.. إن لدى العرب أوراقا كثيرة يمكن أن تؤثر على القرار الأمريكى، ولكن الأزمة الحقيقية أن أمريكا تتعامل مع كل دولة عربية على حدة، وبأكثر من وجه، ولها أساليبها المعروفة مع المنظمات الدولية وهى قادرة على إحباط أى محاولات معها.. هل يستطيع العالم العربى مواجهة الزلزال الأمريكى، ووقف مأساة القدس؟!.. هذا سؤال تجيب عنه الشعوب وأصحاب القرار. [email protected]