منذ فترة طويلة لم يشهد العالم زلزالا كبيرا حتى فاجأ رجل الأعمال الأمريكى دونالد ترامب العالم كله بهذا الفوز الكاسح للانتخابات الأمريكية بعد معركة ضارية مع هيلارى كلينتون السيدة الاولى فى البيت الابيض والتى اقتربت كثيرا من لقب جديد ان تكون أول رئيسة للدولة العظمى.. بقدر ما روج الأعلام الأمريكى بنجاح السيدة كلينتون حتى انه احتفل بالنتيجة قبل ان تظهر بقدر ما كانت مرارة الهزيمة التى لحقت بها رغم كل الحشود من السلطة والأمن والرئيس والزوج وهو رئيس سابق رغم كل هذا كله خرجت هيلارى كلينتون بهزيمة ساحقة ماحقة.. ان الخطأ ليس فى السيدة كلينتون ولكنها أخطاء السيد أوباما الذى لم يستطع ان يحسم قضايا كثيرة تورطت فيها إدارته وأدت إلى قطع علاقات تاريخية بين أمريكا ودول كثيرة.. ان الهزيمة ليست هزيمة هيلارى وحدها ولكنها هزيمة سنوات قضاها اوباما فى الحكم بلا فائدة.. اما هذا الفائز الجديد الذى يحمل الملامح الأمريكية بكل تفاصيلها لغة وشكلا وحديثا، فهو يحتاج إلى دراسات نفسية للناخب الأمريكى الذى تغير كثيرا فى مشاعره وحياته هل هى آثار الحروب التى مات فيها آلاف القتلى من الشباب الأمريكى بلا مبرر.. هل هم آلاف المصابين الذين تدفع لهم الدولة ملايين الدولارات فى صورة تعويضات أو رعاية صحية.. هل هى صورة أمريكا الرجل البلطجى الذى دفع بقواته العسكرية يحارب الشعوب الفقيرة والمغلوبة على أمرها تحت شعار الحريات وحقوق الإنسان؟!.. ام هو المال الأمريكى الذى ضاع فى مغامرات كثيرة كان المواطن الأمريكى احق وأولى بها؟!.. لقد انقسم العالم حول عرس الانتخابات الأمريكية وهذه المفاجأة الدامية التى جاءت إلى البيت الأبيض بوجه غريب تماما على الساحة السياسية.. من الصعب ان نحكم على الرئيس الجديد من خطبه الانتخابية وشتائمه وفضائحه ومغامراته النسائية ولكن علينا ان ننتظر قرارات كثيرة يجب ان يبدأ بها مشواره وفى مقدمتها قضايا الإرهاب والحروب فى الشرق الأوسط والعلاقة مع أوربا وروسيا وقبل هذا كله العرب والمسلمون وإسرائيل والقضية الفلسطينية اذا كان لها مكان. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة