لا اتوقع الكثير من الرئيس اوباما في فترته الرئاسية الثانية.. لن تكون بعيدة عن ملامح ونجاحات وإخفاقات الفترة الأولي.. من الخطأ ان نتصور ان الرئيس الأمريكي هو صاحب القرار الوحيد في إدارة شئون العالم انه جزء بسيط من دائرة ضخمة تصنع القرار الأمريكي.. وهذا المنصب الخطير يجري إعداده في سنوات طويلة لأن البعض يتصور ان الرئيس الأمريكي رجل يجئ بالصدفة ويهبط علي البيت الأبيض ويصبح بين يوم وليلة رئيسا.. إن الأحزاب الأمريكية تصنع نجومها علي فترات طويلة مثل اندية كرة القدم الكبري التي تقوم بتدريب الأشبال حتي يصبحوا نجوم الصف الأول ومثل الفنانين ونجوم السينما الذين تصنعهم الأضواء والجماهير والملايين ايضا.. ولأن كل شئ في امريكا تصنعه الأموال والإعلام والمؤسسات الكبري فإن الرئيس الأمريكي ايضا تصنعه هذه المؤسسات ابتداء بتربيته السياسية في حضن مؤسسات الحزب وانتهاء بوجوده وتطوره امام اجهزة الإعلام.. وإذا كان المال يصنع كل شئ في امريكا فإن نظام العائلات الكبري يمثل اهمية خاصة في تاريخ الدولة الأمريكية ابتداء بعائلة كيندي وتاريخها الطويل في السياسة بين الموت والسلطة والاغتيال وانتهاء بعائلة بوش وبينهما تظهر نماذج فردية خارقة مثل كلينتون واوباما ومن سيجئ بعد ذلك, لم تكن هناك إنجازات كبري في مسيرة الرئيس اوباما, ولا اعتقد ان التاريخ سوف يتوقف عنده كثيرا إلا إذا ذكر له قصة التخلص من زعيم القاعدة بن لادن في باكستان.. لقد عاش اوباما علي ما تركه بوش الابن علي السياسة الأمريكية ابتداء بالتأييد الصارخ لإسرائيل وانتهاء باستمرار احتلال العراق والعداء مع إيران ولم تتقدم القضية الفلسطينية في عهد اوباما سنتيمترا واحدا بل انها تراجعت كثيرا طوال فترة حكمه الأولي.. اما الموقف الداخلي فمازالت قضايا البطالة والعجز في الميزانية وتدهور الموقف الإقتصادي والديون ازمات تطارد الرئيس اوباما حتي آخر دقيقة له في البيت الأبيض.. لم يفعل لأمريكا الكثير, ولهذا سوف يعبر من بوابة التاريخ مثل كل العابرين بلا إنجازات حقيقية. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة