حين قامت الانتفاضة الأولى فى فلسطين اهتزت أركان العالم من غضبة الشعب الفلسطينى وحين قامت الانتفاضة الثانية اهتزت أركان القدس وغزة وكل شبر فى الأراضى الفلسطينية وحين اختلفت حماس وفتح هدأت كل الأشياء حتى غرق العالم العربى فى مستنقع الدم فى العراق وسوريا واليمن وليبيا والآن تقرر الإدارة الأمريكية رغم انها فى أسوأ حالات الضعف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس اعترافا بأن القدس عاصمة الدولة الصهيونية..إن هذا القرار ليس جديدا فقد كان وعدا من وعود الرئيس ترامب ليهود أمريكا قبل الانتخابات وقد تحدث ترامب عن هذا القرار أكثر من مرة.. إن كل القرارات التى تخص الشعب الفلسطينى فى المحافل والمؤسسات الدولية لم ينفذ منها شىء ابتداء بقرارات انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة والمستوطنات وانتهاء بأعمال إسرائيل الوحشية ضد الشعب الفلسطينى فى حين أن جميع القرارات والوعود التى تخص إسرائيل ومصالحها تم تنفيذها ابتداء بوعد بلفور منذ مائة عام فى 1917 وانتهاء بوعد ترامب فى 2017.. لم يعد أمام العرب شعوبا وحكومات الآن غير إعلانات الشجب والإدانة لأن أمريكا الآن تدير شئون العرب كما تحب ما بين قطر واكبر قاعدة عسكرية مروراً على ما يجرى فى العراق وسوريا وليبيا وكلها تجسد لحظات الضعف العربى فى أسوأ حالاته.. ما الذى تستطيع الدول العربية أن تفعله الآن أمام القرار الأمريكى.. إن العرب كل العرب لا يستطيعون الآن اتخاذ موقف موحد فى أى شىء والدول الإسلامية خارج السياق لأن لها مصالحها مع أمريكا..والغرب لا يستطيع أن يعارض قرارا أمريكيا خاصة إذا كان فى صالح إسرائيل..هل تنطلق مرة أخرى انتفاضة ثالثة ورابعة وخامسة فى فلسطين؟.. هل هناك فرص أخرى للسلام بعد سنوات طويلة ضاعت من المفاوضات؟.. هل يمكن أن تكون المصالحة التى تمت أخيرا بين فتح وحماس بداية جديدة لصحوة فلسطينية بعد أن فشلت كل مفاوضات السلام؟.. إن كارثة القدس تأتى والعالم العربى غارق فى دماء شعوبه وحشود الإرهاب تحيط به من كل جانب والقرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بداية بركان جديد لا احد يعلم من الضحايا فيه. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة