يترقب العالم بحذر إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خطاب يلقيه اليوم الأربعاء، القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك وفاءً لوعد كان قد قطعه على نفسه للجالية اليهودية فى أمريكا إبان حملته الانتخابية. حيث يمثل هذا القرار حلم إسرائيل ولكنه كابوس العرب، وفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، التي طرحت سؤالاً: هل بعد ذلك الخطاب يتوقع ترامب ترحيبًا حارًا في الرياض ويكرر رقصة السيوف؟ هل سيقوم السعوديون بشراء الأسلحة من الولاياتالمتحدة؟ صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، قالت: إن "الجميع من ماكرون إلى أردوغان، ومن السعوديين إلى الاتحاد الأوروبي، وبالطبع الفلسطينيين، انتقدوا وأدانوا قرار ترامب المحتمل، إذ أنه سوف يعرض البلاد لخطر نزاع "عرقي". وأضافت الصحيفة أنه في خضم ثلاثة حروب كارثية في الشرق الأوسط، سيكون من الصعب تصور أي شيء أكثر استفزازًا وخطرًا، من نقل أمريكا لسفارتها من تل أبيب إلى القدس، ولكن إذا كان الرئيس مجنونا، فيمكننا أن نتوقع أي شيء. وتساءلت "الإندبندنت" هل يوجد أحد في البيت الأبيض يمكنه كبح جماحه؟ مشيرة إلى جاريد كوشنر، الذي من المفترض أن يكون يد ترامب في الشرق الأوسط. وأوضحت أن نقل السفارة ليست مجرد خطوة رمزية، بل هذا يعني أن الولاياتالمتحدة سوف تعترف بأن مدينة القدس هي عاصمة الدولة الإسرائيلية، وأن الفلسطينيين لا يستطيعون أبدًا تقاسمها، وستنتهي بذلك "عملية السلام" التي ما زال يتحدث العالم عنها، وستكون موجودة فقط في مخيلاتنا. أما بالنسبة للغرب، فسيؤدي ذلك إلى تمزيق العلاقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، وبالتالي سيضر بالعلاقات الكندية الأمريكية - لأن (أوتاوا) لن تتبع بالتأكيد تحرك واشنطن، والاتحاد الأوروبي، ما زال يؤمن ب"عملية السلام"، فبالتأكيد لن يستجيب بتحريك سفاراته الخاصة إلى القدس.. فهناك بالطبع قنصليات أوروبية في القدس، ولكنها تعمل لخدمة القدسالشرقية والضفة الغربية وليست إسرائيل. وتساءلت الصحيفة مجددًا: هل سيكون هناك رد فعل للفلسطينيين في لبنان وهل سيكتفي حزب الله بخطابات أم سيطلق بعض صواريخه على الحدود الإسرائيلية اللبنانية لإظهار غضبه؟". وتابعت أن روسيا، الحليف المقرب إلى سوريا ورئيسها بشار الأسد، الذي سيعلن معركة جديدة لتحرير القدس، ستكون قبلة العرب لشراء المقاتلات والطائرات، عوضًا عن صفقات السلاح التي يتحدث العرب عن إبرامها مع أمريكا. أما حماس فقد دعت إلى أن يكون يوم الجمعة المقبلة "يوم الغضب"، داعية الفلسطينيين للاحتجاج على خطة الرئيس دونالد ترامب، حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية هناك، معتبرة هذا الأمر "خطًا أحمر". وأصدرت الحركة بيانا لها قائلة: إننا "ندعو شعب فلسطين للانضمام إلى احتجاجات (يوم الغضب) يوم الجمعة ضد إسرائيل، وإبطال الخطة الأمريكية بشأن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس". وأضافت أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بحاجة إلى الرد بكل الوسائل المتاحة على القرار الأمريكي الذي يضر بقدسنا.. والقدس خط أحمر ولن نسمح بتدنيسها". ودعت "حماس" الفصائل الفلسطينية إلى التظاهر في المدن أمام السفارات والقنصليات الإسرائيلية". يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت بأغلبية ساحقة ضد تبعية مدينة القدس لإسرائيل، بعد إعلان ترامب نيته لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.