ما حدث فى انتفاضة المسجد الأقصى أخيرا أعاد لنا ذكريات الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطينى وحمل لنا عبق الانتفاضة الأولى والثانية وكيف اهتزت أركان العالم وقامت شعوب كثيرة تؤيد الشعب الفلسطينى فى ثورته على الاحتلال .. فى الأيام الأخيرة خرج شباب القدس يعلنون رفضهم كل الإجراءات التى قامت بها إسرائيل ابتداء بالأبواب الكهربائية وانتهاء بالغازات والرصاص .. لم يتردد الشباب الفلسطينى أن يرفع علم فلسطين على المسجد العتيق رغم الحصار والقوات الإسرائيلية التى تحاصر الشباب الثائر .. إن السؤال الآن هل تكون أحداث القدس بداية الانتفاضة الثالثة وهل يمكن أن تتحمل إسرائيل الآن حشود الشعب الفلسطينى وهو يخرج فى مظاهرات سلمية كانت محلا لتقدير العالم شعوبا وحكومات .. إن الأهم من ذلك أن قضية فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى عادت مرة أخرى توحد أبناء الشعب الفلسطينى بعد أن فرقته الانقسامات والمعارك التى وصلت إلى ان يقتل الأخ أخاه .. إن ما حدث فى القدس أخيرا يجب أن يكون ناقوسا يدق فى رءوس كل الفصائل الفلسطينية المتناحرة .. لقد اجتمع شباب القدس فى لحظة جمعت كل الأطياف ووحدت المسلمين والأقباط ولم تفرق بين أبناء الشعب الواحد .. على الجانب الآخر وهو العالم العربى الذى يعيش أسوأ أيامه ما بين الحروب والانقسامات أن يستعيد وحدته حول قضيته الأولى التى نسيها الجميع منذ زمان بعيد .. لقد غابت القضية الفلسطينية عن الذاكرة العربية سنوات طويلة واحتلت الحروب الأهلية فى العراق وسوريا واليمن وليبيا مكانها وانتشرت حشود داعش تعلن كل يوم سقوط عاصمة جديدة وانتشرت خفافيش الظلام فى الساحة العربية ووجدت إسرائيل فى ذلك كله فرصة تاريخية لكى تحقق أهدافها أمام عالم عربى انقسم على نفسه وأصبح حديث العالم فى الهزائم والمعارك والانقسامات .. هل توحد أحداث القدس الشعب الفلسطينى مرة أخرى وهل تعود قضية فلسطين للعالم العربى وتجد لها مكانا وسط بحار الدم التى أغرقت العالم العربى كله هل تعود القضية الفلسطينية لأبناء شعبها مرة أخرى بعد أن تاهت كثيراً فى سراديب الأكاذيب وتجار الشعارات والمغامرين. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;