لاشك أن الرئيس ترامب يعيش الآن محنة قاسية فى داخل أمريكا فقد بدأت شعبيته فى التراجع كما أن فضيحة تدخل روسيا فى الانتخابات تترك ظلالا كثيفة على موقف ترامب, وهناك مخاوف كثيرة أن يجد نفسه فى موقف الرئيس الامريكى الأسبق نيكسون وقد خرج من البيت الأبيض بفضيحة كبرى فهل يجد ترامب نفسه أمام هذا المأزق التاريخى .. إن البعض يرى أن ترامب قدم القدس هدية لإسرائيل من اجل أموال وأصوات اليهود فى أمريكا, وقد كانوا سببا من أسباب نجاحه فى الانتخابات ولذلك كان وفيا بما وعد .. إن الرئيس ترامب اصغر كثيراً من أن يكون رئيسا لأمريكا انه رجل غنى, ولكنه فى النهاية مقاول عقارات وهو لا يمكن أن يقارن برؤساء سابقين مثل كيندى أو كلينتون فهو يتعامل فى السياسة بمبدأ الصفقات وجمع الأموال والسمسرة وهذا ما حدث فى زيارته التى حصل فيها على أموال ضخمة من العالم العربى .. هل يمكن أن تكون هدية القدس لإسرائيل هى الصفقة التى تنقذ ترامب من مصير نيكسون لقد مضى عليه الآن عام واحد فى البيت الأبيض فماذا عن بقية فترة الرئاسة وما بقى منها .. لقد خسرت أمريكا كثيرا بتسليم القدس لإسرائيل وهى لا تستطيع أن تعوض هذه الخسارة .. كانت أمريكا شريكا أساسيا فى عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل, والآن لن تجد أحدا يثق فيها أو يصدقها وكانت لها مصالح ضخمة فى العالم العربى, والآن هناك دعوات جادة من اجل ضرب المصالح الأمريكية, ووقف التعامل معها خاصة أن سحب أرصدة العرب فى أمريكا يمكن أن يصل بالاقتصاد الأمريكى إلى أسوأ حالاته .. ولا شك أن دخول روسيا المياه الدافئة فى البحر المتوسط بعد سنوات الغياب سوف يضر بالمصالح الأمريكية ويفتح كل الأبواب أمام التعاون بين روسيا والعرب .. لقد هدم قرار الرئيس ترامب بتسليم القدس لاسرائيل جسوراً تاريخية كثيرة بين أمريكا والعالم العربى, وسوف يحتاج صاحب القرار فى البيت الأبيض وقتا طويلا حتى يعيد جسور الثقة مرة أخرى, وإن بدا ذلك شيئا مستحيلا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة