فى عام 2002 أصدر الرئيس الأمريكى المخلوع ريتشارد نيكسون كتابا بعنوان "انتهزوا الفرصة" بعد سقوط الاتحاد السوفيتى أكد فيه ان أمريكا ستقود العالم فكريا وروحيا وأنها مؤهلة لذلك، وحذر يومها من الخطر الأخضر القادم وهو الإسلام السياسى .. ولم يكن الرئيس نيكسون يتصور ان تشهد أمريكا حالة الانقسام التى تعيشها الآن بعد نجاح ترامب فى الوصول إلى البيت الأبيض، حتى ان بعض الولاياتالأمريكية تطالب الآن بالاستقلال عن أمريكا وفى مقدمة هذه الولايات جوهرة أمريكا واغنى الولايات فيها كاليفورنيا التى تشهد الآن دعوة للاستقلال.. إن الخطر الحقيقى الذى يهدد أمريكا الآن ليس الحرب الباردة ولا قضايا السلام وغزو الفضاء والتسابق النووى ولكنه خطر الانقسامات التى أطاحت بالنموذج الكونى المتفوق .. ان الشارع الأمريكى يعيش لحظة فارقة بعد نجاح ترامب فى كارثة أطاحت بالنخبة وجعلتها تعيد كل الحسابات.. فى كتاب نيكسون الشهير الذى لفت فيه أنظار العالم إلى ان الإسلام قادم وان المعركة مع الدول الإسلامية المتخلفة ستكون أكثر ضراوة من الحرب الباردة والمواجهة مع الاتحاد السوفيتى فى سنوات قليلة تحولت وتغيرت حسابات كثيرة وعادت أساطيل روسيا تعبث مرة أخرى فى المياه الدافئة، بل ان القوات الروسية تحارب الآن فى سوريا وبجانبها قوات الحرس الثورى الايرانى، وهناك موازين كثيرة اختلفت فى القوى الدولية .. ان العالم الإسلامى يعيش الآن محنة قاسية أمام صراعاته الداخلية وشعوبه المغلوبة على أمرها والحروب الأهلية التى دمرت كل شىء .. لاشك ان عودة روسيا وانقسام المجتمع الأمريكى بهذه الصورة الدرامية وتنصيب رئيس منتخب لا يتمتع برضا الشعب الأمريكى والقوات الأمريكية التى تحارب فى أكثر من دولة كل هذه الأشياء تجعل تنبؤات الرئيس نيكسون مجرد أوهام وهواجس تصورها يوما ان أمريكا ستكون سيدة العالم فكرا وسلاحا ودينا وسيطرة، فقد عادت روسيا تطل مرة أخرى فى المشرق العربى لتعيد الحسابات وتبدأ رحلة صعود أخرى، وان كان فريق العمل الذى اختاره الرئيس ترامب حتى الآن يثير الكثير من الهواجس لأنهم جميعا يكرهون الإسلام [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة