فقدت الولاياتالمتحدة الكثير من مصداقيتها أمام الشعوب العربية .. لقد فقدت هذه المصداقية يوم أن احتلت العراق وخربت مدنه ونهبت ثرواته ودمرت حضارة آلاف السنين .. فقدت المصداقية حين لعبت أسوأ أدوارها فى إشعال الفتن بين أبناء الشعب السورى وقدمت لإسرائيل كل مبررات احتلال فلسطين .. وفى الوقت الذى كان العالم يراجع فيه التاريخ الأسود فى وعد بلفور عام 1917 لوطن قومى لليهود فى ارض فلسطين خرج الرئيس الأمريكى ترامب ليقدم لإسرائيل هدية جديدة وهى مدينة القدس اعرق مدن العالم عند المسلمين والمسيحيين والعرب .. لقد وعد ترامب إسرائيل بذلك قبل أن يصبح رئيساً ولم يضع فى حساباته مصالح أمريكا مع العالم العربى والإسلامى و1٫7 مليار مسلم .. منذ شهور كان ترامب يتودد للدول العربية بمنطق السمسار وبعد أن التهم عشرات البلايين من الدولارات جاء ليقدم هديته الكبرى إلى إسرائيل وفى سنوات قليلة حصلت أمريكا على بلايين الدولارات فى صفقات السلاح التى اشترتها العواصم العربية ولم تستخدمها فى أى شىء حربا أو سلاما .. وكلنا يعلم حجم واردات العالم العربى من السلع الأمريكية.. فمازالت الأموال العربية فى بنوك أمريكا تمثل اكبر الأرصدة التى يعيش عليها الاقتصاد الأمريكى بعد خمسين عاما من البترول .. لا احد يعلم الرقم الحقيقى للأموال العربية فى بنوك أمريكا والاستثمارات العقارية والمنشأت والشركات وهى تمثل العصب الحقيقى للاقتصاد الأمريكى هل يستطيع العالم العربى سحب كل هذه الأرصدة هل تستطيع الحكومات وقف صفقات السلاح ووقف استيراد السلع الضرورية ومقاطعة الصناعة الأمريكية هل يمكن أن يشعر الناخب الأمريكى الذى اختار رئيسا طائشا أن يراجع نفسه حين يكتشف أن العرب قادرون على الانتقام بوسائل سلمية.. لقد صدرت العشرات من بيانات الشجب والإدانة من الحكومات والمؤسسات العربية وخرجت المظاهرات تدين القرار الأمريكى ولكن كل هذا لا يكفى لأنها شعارات على ورق حين تشعر أمريكا أن مصالحها فى خطر سوف تكون هناك مواقف أخرى ولكن لم يعد لدينا غير هذه الشعارات التى لن تفيد. [email protected]