أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها موجة من ردود الأفعال العربية والدولية الغاضبة والرافضة، كما اعتلى شعار «القدس عربية» قائمة الأكثر تداولا عالميا على مواقع التواصل الاجتماعى بل وخلال جميع الفعاليات المنددة بهذا القرار. وقد جاء إعلان ترامب، بالتزامن مع ذكرى مرور قرن من الزمان على وعد وزير الخارجية البريطانى (إبان حقبة الاستعمار البريطاني)، أرثر بلفور لليهود ببناء وطن قومى لهم بفلسطين والمعروف إعلاميا ب»وعد بلفور»، وبهذه المناسبة نظمت وزارة الثقافة بمقر دار الكتب والوثائق القومية بالفسطاط مؤتمرا. أدان فيه الدكتور احمد الشوكى رئيس دار الكتب والوثائق القومية قرار ترامب مؤكدا أن «القدس الشريف عربية الأرض والأصل والنسل « معربا عن اعتقاده أن «هذه بداية جديدة للقضية الفلسطينية وليست النهاية، ومن يدرى ربما نصلى جميعا فى القدس قريبا بعد عودتها إلى أحضان العرب». وقال الشوكي، فى كلمة ألقاها أمام المؤتمر، إن قرار ترامب لم يغير من الواقع شيئا سوى أنه أعاد القضية الفلسطينية بقوة إلى صدارة المشهد، مشيرا إلى أهمية توعية الأجيال القادمة بجرائم العدو الصهيونى وعدالة القضية الفلسطينية. وناقش المؤتمر الذى عقد تحت عنوان «تصريح بلفور.. الجذور التاريخية لتقسيم العالم العربي»، العديد من المحاور من بينها وعد بلفور فى إطار المشروع البريطانى لإعادة تنظيم الشرق الأوسط 1917-1921.. فقد أوضح المشاركون فى المؤتمر أن إصدار وعد بلفور قد مثل حدثا تاريخيا بامتياز، حيث لم يحظ حدث تاريخى فى تاريخنا الحديث وحتى يومنا هذا بهذه الجدلية التاريخية والمستمرة حتى الآن، كما حظى هذا التصريح وهو الأمر الذى له تداعياته بشكل كبير حتى يومنا هذا. واعتبر أن «وعد بلفور» منذ مائة عام كانت له تداعيات حتى اليوم، فقد جاء فى توقيت وظروف متشابهة مقارنة بالوضع الحالي..فمنذ مائة عام جاء هذا الوعد متزامنا مع ما يسمى بصعود أهل النفوذ فى العالم الغربى وظهور الصراع الاستعماري، وهناك ربط بين صعود أهل النفوذ فى الغرب وإقامة دولة صهيونية لاسرائيل مع ظهور تكتلات وتحالفات.. أما فى الوقت الحالي، فقد تكون الظروف متشابهة فى وقت يتصاعد فيه نفود اللوبى الصهيونى واليمين المتطرف فى امريكا والغرب ونجد فيه العالم العربى فى حالة يرثى لها من الضعف والتمزق والصراعات الداخلية، وهو ما يوفر الاجواء المناسبة للادارة الامريكية واللوبى الصهيونى لصدور قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل والعمل على إعادة هيكلة المنطقة بالشكل الذى يتراءى له وتشكيل مشروع شرق أوسطى جديد يمكن لإسرائيل أن تكون إحدى ركائزه الاساسية.