الخريف العربي ونجاح أوباما ثم ترامب كانت مقدمات اشتعال الأزمات في الأسابيع الأخيرة في المنطقة لتشتيت الانتباه بات الكثير من دول وشعوب العالم. خاصة الإسلامية والعربية والدول المحبة للسلام. في حالة من الغضب بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلي القدس. وهو ما يعني تأكيد الأمريكان علي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وللأسف هذا القرار كان يتم التلويح به منذ عام 1995. وكان يؤجل كل ستة شهور. ولنري نحن العرب في ذلك ما يؤكد أن السياسة الأمريكية ثابتة. فقط يتغير الرؤساء الذين ينفذونها. فكم رئيس حكموا أمريكا منذ ذلك التاريخ ويبقي الهدف واحداً المهم إرضاء اليهود والصهاينة في أمريكا والعالم وهو ما قد يضمن لترامب النجاح في دورة رئاسية جديدة. * ولأن الأمور جميعها ترتبط ببعضها البعض فإن التفسخ العربي الذي تشهده المنطقة الآن وهو من صنيعة مخابرات بعض الدول والحروب والانقسامات في الدول العربية وإصابة الكثير منها بالضعف والوهن نتيجة لما اسماه الأمريكان وحلفاؤهم وأذرعتهم القذرة في المنطقة بالربيع العربي ما كان إلا تمهيدا لاتخاذ هذا القرار بعد أن أدرك أعداء العرب انه لن يستطيع أحد التصدي لهم ولا اتخاذ إجراءات توقف هذا القرار الذي يأتي صدوره بعد مائة سنة من وعد بلفور عام 1917 الذي منح اليهود وبني صهيون الحق في وطن في فلسطين. * الآن أدرك العرب أن ما كان يقوله العقلاء عن أن هناك مؤامرة علي العرب والمسلمين حقيقة ولم يكن خيالا مثلما كان يخرج علينا أعداء الوطن في الفضائيات وعلي أوراق الصحف يكذبون ذلك ويشككون في كل وطني مخلص لمجرد حصولهم فقط علي الدولارات التي ينفقونها في علب الليل في الخارج والداخل وعلي شواطئ العراة. * لقد اشتعلت رحي الحرب في سوريا حتي وهنت قواها. ومن قبلها العراق وليبيا واليمن. وإن كانوا قد فشلوا في مصر وتماسكت تونس فالسيناريو واحد. اشتعلت الفتنة بين الدول الإسلامية. والغرب يحرض هؤلاء علي هؤلاء مستخدما بعض دول المنطقة من حلفائه مثل دويلة قطر وتركيا. والهدف واحد هو حماية المصالح الإسرائيلية في المنطقة وللأسف لم يدرك أي من تلك الدول أن فاتورة الدفاع عن اسرائيل يسددها العرب الذين يعقدون صفقات السلاح بمليارات الدولارات. المهم يبقي اليهود والصهاينة في اسرائيل آمنين. * لابد أن يدرك القاصي والداني أن الانقسام العربي والحروب والفتن الداخلية التي تحمل معظمها شعارات دينية كما أراد الغرب بقيادة الأمريكان لتشويه الدين الإسلامي. ما هي إلا ساتر ترتكب خلفه أبشع الجرائم في حق الانسانية من قتل وسحل وتشريد ونهب للثروات وتدمير للقوي البشرية لإضعاف الأمة والوصول الي ما نحن فيه الآن من مأساة لا يعلم إلا الله ماذا سيحدث بعد وكم شهيدا سيسقطون دفاعا عن الأقصي ومتي ستنتهي حالة الغضب التي بدأت بالفعل داخل الأراضي المحتلة فقد بات مؤكدا ان قرار ترامب المخالف لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية نسف عملية السلام التي استبشر البعض خيرا بها بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحل الدولتين.