فى ختام إجتماع طاريء أمس حول كيفية التصدى للإعتداءات الإيرانية فى المنطقة ، أكد البيان الختامى لوزراء الخارجية العرب إدانة التدخل الإيرانى السافر فى شئون دول المنطقة واعتبار حزب الله اللبنانى منظمة إرهابية . وقال أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية إن هناك اجماعا عربيا على رفض النهج الإيرانى متمنيا أن تصل الرسالة إلى طهران لتعديل سلوكها ،غير مستبعد فى الوقت نفسه اللجوء إلى مجلس الأمن الدولى كخطوة مقبلة لمواجهة التدخلات الايرانية فى شئون دول المنطقة . وفى كلمته خلال الإجتماع ،أكد وزير الخارجية سامح شكرى أنه على إيران مسئولية لا شك فيها لاحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن التدخل فى شئونها، والسعى لإقامة علاقات جوار أساسها احترام سيادة الدول العربية، ومبدأ المواطنة، وتجنب إذكاء النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية.وقال شكري، إننا نجتمع اليوم، فى دورة غيرعادية لمجلس جامعة الدول العربية، وسط أحداث وتطورات متلاحقة، التزاما منا بحماية الأمن القومى العربي، وتأكيدا على موقفنا الرافض لأى تدخلات، من أى طرف غيرعربي، فى شئون الدول العربية.وأشار إلى أن مصر قد أدانت بأشد العبارات الاعتداءات التى تعرضت لها المملكة العربية السعودية مؤخرا من ميليشيات الحوثي، وكذلك العمل الإرهابى الذى استهدف أنبوب النفط بمملكة البحرين الشقيقة.وأضاف وزير الخارجيةأن المساس بأمن دول الخليج الشقيقة خط أحمر، والتزام مصر بدعم أمن واستقرار دول الخليج، هو تطبيق عملى لمبدأ راسخ من مبادئ الأمن القومى المصري، وهو الرفض القاطع لأى محاولة من أى طرف إقليمى لزعزعة استقرار الدول العربية والتدخل فى شئونها. ومن جانبه قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير إن استجابة جامعة الدول العربية لهذا الإجتماع الطارئ تعكس استشعار الدول العربية للمخاطر الجسيمة التى يتعرض لها أمن المنطقة كنتيجة حتمية للانتهاكات الصارخة للنظام الإيرانى وتدخلاته السافرة فى الشئون الداخلية للدول العربية فى محاولة منها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، فضلا عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية لبث الفرقة بين الشعوب العربية.وأوضح الجبير أن الصاروخ الباليستى الذى أطلقته مليشيات الحوثى على الرياض يعكس الاعتداءات الإيرانية المتكررة ضد المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن المملكة شهدت نحو 80 صاروخا باليستيا إيرانيا من خلال عمليات مليشيات الحوثى فى اليمن.ودعا وزير الخارجية السعودى إيران إلى تغيير نهجها تجاه دول الجوار، مؤكدا أن السكوت على هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عمليات عملائها فى المنطقة يهدد أمن واستقرار كل الدول العربية، داعيا الدول العربية إلى التصدى بكل حزم وقوة للاعتداءات الإيرانية العدوانية السافرة.واستطرد الجبير قائلا، إن “المملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الأيدى أمام هذا العدوان السافر ولن تتوانى عن الدفاع عن أمنها الوطنى للحفاظ على أمن وسلامة شعبها”. وأضاف أن بلاده حاولت منذ انطلاق الثورة الإيرانية أن تتعامل مع إيران وفق مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، مبينا أن إيران ضربت بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف والمبادئ والأخلاق الدولية واستمرت فى نهج الثورة القائم على عدم احترام الحدود القومية للدول وإثارة الاضطرابات فى العالم العربي.وطالب الدول العربية بالوقوف وقفة جادة وصادقة مع الشعوب العربية للالتزام بمبدأ وميثاق جامعة الدول العربية والقوانين الدولية فى التصدى لهذه السياسات الغاشمة لإيران حفاظا على الأمن القومى العربى وسلامة الشعوب العربية وازدهارها، مشددا على أن عدم التعامل مع سياسات إيران العدوانية يشجعها على التمادى فى سياستها العدائية. واعتبر الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين فى كلمته خلال الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب أن لبنان “تحت السيطرة التامة” لحزب الله ،الذى اتهمه بأنه منظمة “ارهابية”. وشدد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فى كلمته على أن الدول العربية تعتبر التدخلات الإيرانية سببا أصيلا فى حالة انعدام الاستقرار السائدة فى اليمن .وقال “إن طهران تسعى لأن يكون اليمن شوكة فى خاصرة المملكة العربية السعودية والخليج، مستغلة حالة الضعف السياسى والاحتراب الداخلى التى يعيشها هذا البلد العربى العزيز”. وتابع “ إن التهديدات الإيرانية تجاوزت كل حد وهى تدفع بالمنطقة إلى هاوية خطيرة، إن البرنامج الإيرانى للصواريخ الباليستية يمثل تهديدا خطيرا على الاستقرار فى المنطقة”.
تحفظ لبنانوالعراق على القرار الذى أصدره مجلس الجامعة العربية فى ختام اجتماعه الطارئ الذى عقد أمس بشأن التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية وأعلن ممثل لبنان فى الاجتماع اعتراض بلاده على ثلاث فقرات من القرارت التى تتعلق بإدانة سياسة الحكومة الإيرانية ووصف حزب الله بالإرهابى على الرغم من وجوده فى الحكومة اللبنانية. وقال إنه لايمكن الموافقة على ذلك لأن الأمر كونه خارج تنصيف الأممالمتحدة وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب خاصة من حيث التمييز بين المقاومة والإرهاب كون حزب الله يمثل مكونا أساسيا فى لبنان. وأبدى وفد العراق تحفظه على إدانة السياسة الإيرانية فى المنطقة وتحميل حزب الله مسئولية دعم الإرهاب.