كلف مجلس الجامعة العربية والذى انعقد مؤخرا لدعم السعودية وأدانة الاعتداء الإيرانى على سفارتها وقنصليتها فى إيران بتشكيل لجنة ثلاثية تضم كلا من مصر بصفتها رئيس الدورة الحالية للقمة العربية والعضو العربى فى مجلس الأمن والسعودية والإمارات بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة ورفع تقرير إلى الجامعة العربية، وكذلك إيداع ما صدر من بيان وقرار كوثائق لدى مجلس الأمن والأمم المتحدة واطلاع المجتمع الدولى على هذا التدخل الإيرانى الذى يهدد السلم والأمن فى المنطقة وقد لخص وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد العلاقة بين العرب وإيران بما كانت عليه العلاقة بين الغرب وإيران وهو يهدف إلى أن تسعى إيران ببذل نفس الجهد لتسوية الخلافات مع الدول العربية. لأول مرة يصدر عن جامعة الدول العربية قرار وبيان حول بند واحد هو إيران وتدخلاتها فى المنطقة العربية ورفض سياسيات طهران التى تعكس تمسكها بسلوك الثورة وليس الدولة. قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى ختام أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب إن إيران تدعم الطائفية والإرهاب فى العالم العربى وأشار إلى القرار الصادر عن اجتماع مجلس التعاون الخليجى مشيرا إلى أن السعودية وصلت إلى هذه النقطة بعد تجاوزات إيرانية لكل الخطوط الحمراء ولدينا أربعة عقود من الدعم الإيرانى للتطرف ومحاولة تجنيد أبناء المنطقة للإضرار بها وإرسال أسلحة للتخريب فى كل مكان واستخدام العنف، وأضاف: وإذا أرادت إيران أن يكون لها دور فى المنطقة عليها بالانتقال من الثورة إلى الدولة وعدم التدخل فى شئون المنطقة ونبذ العنف والإرهاب وليس دعمه، وقال أيضا أما إذا استمرت فى نهجها العدوانى الداعم للعنف فسوف نواجهها بكل الوسائل وذكر بأن الرسالة التى خرجت من الجامعة العربية ليست بالسهلة وسوف تتبعها خطوات إذا لم تتوقف إيران عن ممارساتها العبثية فى المنطقة. اعتداء على القانون الدولى ومن جانبه قال وزير الخارجية الإماراتى عبد الله بن زايد: نريد من إيران أن تتصرف بطريقة تحترم فيها سيادة الأوطان والدول ووصف ما حدث من اعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية بأنه اعتداء على القانون الدولى اضافة إلى تراكمات عديدة تمارسها إيران ضد المنطقة العربية فيما أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى بأن الدول العربية تشعر منذ فترة طويلة بأزمة دول الجوار وهذا ما دفعنا للتفكير فى عقد اجتماع لهذا الأمر قبل نهاية الشهر فى الإمارات وأشار إلى تشكيل لجنة مكونة من السعودية ومصر والإمارات لمتابعة الأمر ورفع تقرير إلى مجلس الجامعة يوضح مدى تجاوب إيران وقال مدة عمل اللجنة محدد بشهرين ومن الممكن عقد مجلس الجامعة قبل هذا الموعد. وردا على سؤال للوزير عادل الجبير عما إذا كان لديه تصور لإدارة الأزمة والمخاوف من تصعيد إيرانى فى اتجاه ملف السنة والشيعة قال إن المملكة لا تؤمن بالصراع الطائفى والواقع أن الصراعات الطائفية بدأت من إيران فى عام 1979 وقبل هذا التاريخ لم تعرف المنطقة النعرة الطائفية أما بخصوص إدارة الأزمة فنحن موقفنا واضح فلم نرسل خلايا للتخريب فى إيران ولم نجند ايرانيين للعمل فى إيران ولم نحرض للاعتداء على البعثة الدبلوماسية ولم نجند ميليشيات ضد إيران وإنما اتبعنا سياسة واضحة مع الأشقاء العرب لحماية المنطقة من العبث الإيرانى والتصدى للأعمال الإرهابية وقال أيضًا لا توجد لدينا مشكلة مع الشعب الإيرانى وأن سياسة إيران تعزلها بسبب سلبياتها المتعددة ضد الدول العربية. وعلق الوزير عبد الله بن زايد قائلًا:لقد حاولنا مع إيران وكذلك الأخوة فى البحرين واليمن وكذلك تدخل إيران فى ملفات سورياولبنان وحتى العراق وقد بحثنا أى نوع من الجيران تريده إيران هل تريد أن تكون جارا صادقا أم عبثا ونطالبها بان تبذل نفس الجهد الذى بذلته مع العالم الغربى لإصلاح العلاقات مع العالم العربى وأضاف وحتى اليوم نسمع حديثا ولا نرى حقيقة إلا الأفعال السلبية. ومن جانبه قال وزير الخارجية عادل الجبير ردا على سؤال عما كانت هناك نوايا للذهاب إلى مجلس الأمن أوضح أن المجلس أصدر قرارا بإدانة إيران وسيعقد خلال أيام اجتماع وزارى لمنظمة المؤتمر الإسلامى وننتظر اتخاذ خطوات اضافية أخرى بعد التشاور مع حلفائنا فى المنطقة، وبالتالى وضعنا سقفا زمنا حتى تعود إيران عن تدخلاتها. وردا على سؤال حول وساطة العراق قال الوزير عبد الله بن زايد لم اسمع عن وساطة وإنما هناك اتصالات للتهدئة وقد اتفق العربى مع هذا الأمر وهو أن وزير خارجية العراق حاول بذل جهد لعدم تصعيد الموقف. وردا على سؤال للوزير عبد الله بن زايد حول العلاقات الاقتصادية مع إيران أوضح أن حجم التبادل التجارى بالأرقام كبير ولكن هذه الأرقام ليست أساسية فى الاقتصاد الإماراتى ولدينا 17 مليون سائح كل عام ونفى ما تردد حول وجود نصف مليون مواطن إيرانى فى الإمارات وقال إن العدد لم يتجاوز ال 90 ألف إيرانى. وأضاف أن ما حدث من اعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها نعتبره عدوانا على الإمارات وهذا ليس بقليل وقد نفكر فى اتخاذ مواقف أخرى ونحن نعمل مع الإخوة فى السعودية ضمن التحالف فى اليمن ولدينا آلاف الجنود يدافعون عن اليمن، وبالتالى فالمصالح الاقتصادية لن تغلب على مواقفنا السياسية وسبق أن أوقفنا بيع النفط لأمريكا خلال حرب أكتوبر عام 1973 وشدد على أن كل مواقف الإمارات داعمة للأخوة فى السعودية. تصريحات عدائية وقد أدان مجلس جامعة الدول العربية فى اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب الاعتداءات التى تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها العامة فى مشهد، وحمّل الجمهورية الإيرانية الإسلامية مسئولية ذلك مطالبا إياها الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية فى هذا الشأن لاسيما اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963 والقانون الدولى التى تحتم على الدول المضيفة مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية. واستنكر المجلس فى بيان له فى هذا الشأن التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام الشرعية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين ، معتبرا أن تلك التصريحات كانت السبب المباشر للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية فى طهران ومشهد. وأكد المجلس وقوفه صفا واحدا مع المملكة العربية السعودية وتأييده للقرارات والإجراءات التى اتخذتها لمحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة وملاحقة مرتكبى الأعمال الإرهابية ومثيرى الفتن وتقديمهم للقضاء، مشيدا بكفاءة السلطة القضائية فى المملكة العربية السعودية واستقلالها ونزاهتها، مرحبا بالرفض القاطع الذى أبدته الدول العربية والإسلامية والصديقة ومجلس الأمن لهذه الاعتداءات، ودعا جميع الدول والمجتمع الدولى بهيئاته ومنظماته الإقليمية والدولية كافة إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث مثل هذه الاعتداءات مستقبلا على البعثات الدبلوماسية لدى إيران. مواجهة التدخلات الإيرانية وندد المجلس أيضا بتدخلات إيران فى الشأن اليمنى الداخلى عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة عموما. واتفق المجلس على وضع آلية فعالة لمواجهة تلك التدخلات الإيرانية ودعا المجلس المجتمع الدولى لاتخاذ التدابير اللازمة لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولا وعملا ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار فى المنطقة ووقف دعمها للإرهاب وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وشدد المجلس على أن ما تقوم به إيران من تدخلات فى الشئون الداخلية للدول العربية وتأجيجها للطائفية لايخدم السلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره وأنه يتنافى مع مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها وتؤدى إلى تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات فى المنطقة. وقالت لبنان إنه «تأكيدا على موقفها الذى أدلى به وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فى كلمته خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى فى دورته غير العادية ولعدم تكرار الملاحظات واحتراما للتضامن العربى والتزاما بسياسة الحكومة اللبنانية القائمة على النأى بلبنان عن الأزمات المشابهة «فإننا نعترض على البيان لذكره «حزب الله اللبناني» وربطه بأعمال إرهابية فيما هو ممثل فى مجلس النواب ومجلس الوزراء اللبنانيين وطلبنا إزالة هذه العبارة ليكون موقف الجمهورية اللبنانية من البيان شبيها بالموقف من القرار (النأى بلبنان) أى الامتناع عن التصويت ، فيما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى فى المؤتمر الصحفى الختامى المشترك للاجتماع مع وزيرى خارجية السعودية والإمارات إن العراق أيد القرار رغم ملاحظات له عليه وكان هناك دعم كامل عربى لموقف السعودية. وفسر العربى الموقف اللبنانى من القرار بسبب وجود حزب الله فى الحكومة اللبنانية.