رغم أن صورة وجه الملكة إليزابيث الثانية يطبع على كل ورقة عملة تتم طباعتها فى بريطانيا بحكم منصبها، إلا أن وضع صورة إمرأة أخرى، وكسر إحتكار وجوه الرجال للأوراق النقدية يتحقق للمرة الثالثة فى بريطانيا بقرار البنك المركزى الإنجليزى بوضع صورة رائدة الروائية النسوية «جين أوستن» على الورقة النقدية فئة 10جنية استرلينى خلال يوليو الماضى فى الذكرى المئتين لرحيلها. وبدأ تداول الورقة الجديدة منتصف سبتمبر الجاري، وبهذا تحل محل صاحب «نظرية النشوء و الارتقاء» «تشارلز داروين» الذى احتل هذه الفئة النقدية عام 2000. وبذلك تعد أوستن أول كاتبة فى تاريخ بريطانيا تحظى بهذا التكريم، ويعتبر اختيارها نصرا أدبيا ونسائيا حيث جاء قرار البنك المركزى البريطانى بعد التماس رُفع للبنك وقع عليه 35 ألف اسم من محبى أوستن، إضافة إلى نجاح حملات الناشطة النسائية «كريادو بيريز» التى دعت لوضع صورة المرأة على الورقة المالية قبل سنوات. وصرحت بيريز - عقب بدء تداول عملة أوستن- إن هذا الإنجاز الذى تفخر به، والحرب التى تخوضها لا تكمن أهميتها فى كونها ورقة نقدية عليها صورة إمرأة، ولكن فى كسر احتكار البنك لوضع وجوه الشخصيات الرجاليةً فقط واستمرار لخطوات الدفاع عن حقوق المرأة. وأضافت إن إختيار أوستن ليس إختيارها لكنه اختيار البنك مشيرة إلى أنها ستتبرع بأول ورقة نقدية من فئة عشرة جنية خاصة بها لملجأ نساء بإنجلترا. الورقة النقدية الجديدة مصنوعة من مادة البوليمر ، وهى ما دة بلاستيكية مثل فئة 5جنيه التى أعيد طرحها مؤخرا وتحمل صورة رئيس بريطانيا الأسبق «ونستون تشرشل» ويعد أحدث إنجاز للبنك لجعل أوراقه أكثر أمانا ونظافة،كما تم تصميمها لمساعدةً المكفوفين للتعرف عليها بسهولةً. وطبع على ورقة أوستن الجديدة مقولة لإحدى شخصيات روايتها الشهيرة «كبرياء وتحامل»: «أعترف الآن أنه لايوجد شئ يعادل متعة القراءة»، وهذه المقولة أثارت جدلا لأنها قيلت من « كارولين بنجلي» إحدى الشخصيات التى لم تهتم بالكتب فى الرواية، إضافة إلى صورة معدنية لكاتدرائية «ونتيشستر» التى دفنت فيها «جين أوستن» عام 1817حيث رحلت عن 41عاما. وأوستن ثالث سيدة يتم طباعة صورتها على ورقة نقدية فى إنجلترا فى العصر الحديث لتأتى بعد رائدة التمريض «فلورنس نايتنجل» ثم «إليزابيث فراي» المصلحة الاجتماعية التى أحدثت ثورة فى تشريعات السجون. كتبت أوستن 6 روايات شهيرة، هى «العقل والعاطفة»1811، و«كبرياء وتحامل» 1813، و«مانسفيلد بارك»1814، و«إيما» 1815 إضافة إلى «الإقناع» و«دير نورثانجر» التى تم نشرهما بعد وفاتها. وما تزال أعمالها تلقى النجاح نفسه التى حظيت به عندما غزت الأوساط الثقافية لأول مرة، وهذا التكريم لا يعد اعترافا بمكانتها فى الأدب البريطانى فقط، لكن بشعبيتها وقدرتها العظيمة على تجسيد المشاعر الإنسانية، خاصة مشاعر نساء الطبقة الوسطى وقيودها الإجتماعية أوائل القرن 19 والتى ما تزال قائمة بشكل أو بأخر فى أكثر من مكان، كما قال عنها الروائى الانجليزى «سومرست موم»لقد وجدت المرأة نفسها عندما ولدت جئن» !!!