اعتمد البنك المركزي بإنجلترا، اليوم، صورة الروائية الإنجليزية الشهيرة، جين أوستن (1775-1817م)، على العملة الوطنية للمملكة المتحدة من فئة 10 جنيهات إسترليني، مواكبة لمرور مائتي عام على رحيلها. وستكون أوستن، ثالث الشخصيات النسائية، التي ستطبع صورتها على العملة البريطانية بعد الملكة إليزابيث الثانية، والرائدة الاجتماعية في مجال الدفاع عن المسجونين، إبان العصر الفيكتوري. اليزابيث فراى (1780-1845)، والتي ستزال صورتها قريبًا عن العملة فئة الخمسة جنيهات، لصالح وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فترة الحرب العالمية الثانية. وكان البنك المركزي الإنجليزي، قد قرر نشر صور الشخصيات التاريخية، التي قدمت خدمات للأمة البريطانية على أوراق العملة، منذ عام 1970. وستحل صورة أوستن، بدلا من صورة العالم والقس الشهير، تشارلز داروين (1809-1882م) صاحب نظرية النشوء والارتقاء، وستطبع صورة جين أوستن، بخلفية البيت الذي نشأت فيه، مُرفقة بمقولة وردت على لسان كارولين بنجلي، إحدى شخصيات رواية أوستن الشهيرة "كبرياء وتحامل": "أعلن بعد كل شيء ألا متعة تعادل متعة القراءة" . وينظر إلى اختيار جين أوستن، باعتباره نصرا نسائيا وأدبيا فى آن واحد، فقد جاء القرار من البنك المركزي بعد التماس رفع للبنك المركزي البريطاني، ووقع عليه 35 ألف اسم من عشاق أوستن، التي ينظر إليها باعتبارها أحد أشهر الكُتاب المؤسسين لفن السرد القصصي والروائي، إلى جانب كل من الروائي تشارلز ديكنز، والكاتب المسرحي شكسبير. وترمز روايات جين أوستن للكتابة، التي أثارت قضايا اجتماعية ونسائية مبكرة، مثل طموحات النساء في الطبقة المتوسطة، وتغلبهم على العوائق الاجتماعية التي توضع أمامهن، فتحد من تفوقهن وبروزهن، بدءا من تشريعات تبعدهن عن الميراث إلى تعقيدات الزواج الطبقية، وأحلام النساء التي تذهب سدى في واجبات أسرية واجتماعية، وواجهات سلطوية يسيطر عليها الرجال. أنجزت جين أوستن، ست روايات في حياتها، لم تحقق لها الشهرة آنذاك، لكنها تحققت بعد وفاتها، وكانت أولى رواياتها (العقل والعاطفة) قد نشرت باسم مستعار (سيدة) عام 1811، ثم أكملت مسيرتها الروائية برواية "كبرياء وتحامل" عام 1814، و"إيما"عام 1815، وكتبت أوستن روايتين إضافيتين بعنوان " دير نورثانجر و"إقناع" وقد تم نشر كلاهما بعد وفاتها في عام 1818، وكانت قد بدأت رواية أخرى قبل وفاتها، سميت فيما بعد "بلدة سانديتون" ، وقد دُفنت أوستن في كاتدرائية وينشستر عام 1817. وقال مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا، في مؤتمرعقده بكاتدرائية وينشستر "إن العملة من فئة العشرة جنيهات، قد تعني الكثير لجين أوستن، فقد تلقت هذا المبلغ من الناشر مقابلًا لروايتها الأولى". وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة "رويترز" للأنباء، صورًا تظهر الفرحة العارمة للسيدات اللاتي توجهن لكاتدرائية وينشستر، للاحتفال بطباعة صورة تلك الرائدة الأدبية والاجتماعية على العملة الإنجليزية. بريطانيا تحتفل بوضع صورة جين أوستن على الإسترلينى بريطانيا تحتفل بوضع صورة جين أوستن على الإسترلينى بريطانيا تحتفل بوضع صورة جين أوستن على الإسترلينى