"كل شيء يمكن أن يحدث، أي شيء يمكن أن يتحمله الإنسان، إلا أن يتزوّج بغير حب". هكذا كانت تقول دوما وتنادي به حتى إنها ظلّت طوال حياتها لم تتزوج، إنها الروائية الإنجليزية "جين أوستن"، التي تعد رواياتها من أفضل ما كتب في اللغة الإنجليزية. ولدت "جين أوستن" في" ستيفنتن" في بريطانيا في 16 ديسمبر عام 1775، والدها كان قسّا قروياً لا يملك الكثير من المال، ومع ذلك فقد كانت طفولتها سعيدة، تعلمت "جين" في المقام الأول على أيدي والدها وأخواتها الأكبر سناً، كما تعلمت من قراءتها الخاصة، في عام 1801 انتقلت أسرتها إلى مدينة "باث"، لم تحب هذه المدينة وبعد وفاة والدها في عام 1805 انتقلت جين ووالدتها وأختها "إليشوتون"، حيث اهتم بهن أخوها الغني وأعطاهن بيتاً. قبلت الزواج من رجل ثري ولكنها كانت خطوبة قصيرة، فقد نامت "جين" لتصحو في صباح مبكر وتهمس في أذن إحدى بنات أشقائها: "كل شيء يمكن أن يحدث، أي شيء يمكن أن يتحمله الإنسان إلا أن يتزوج بغير حب". في الفترة من عام 1811 وحتى عام 1816 حققت "جين أوستن" نجاحا هائلاً ككاتبة حيث نشرت العديد من روايتها مثل "أحاسيس ومعقولية" 1811 و"كبرياء وتحامل 1813"، "حديقة مانسفيلد"، "إيما" كما قامت بعد ذلك بكتابة روايتين هما: "دير نورث آنجر" و"إقناع" اللتان تم نشرهما بعد وفاتها عام 1818. كانت "جين أوستن" قد بدأت في كتابة رواية أخرى ألا وهي "سانديتون" ولكنها توفيت قبل أن تنتهي من كتابتها حيث كانت مريضة فسافرت مع عائلتها إلى" ونشستر" باحثة عن الشفاء، وتوفيت وهي في الواحدة والأربعين من عمرها. * أعظم أدباء إنجلترا بعد شكسبير قال عنها "سومسرت موم": "لقد وجدت المرأة نفسها عندما ولدت جين"، وقال عنها المؤرخ الكبير "مالاي" إنها أعظم أدباء إنجلترا بعد شكسبير، وقال عنها "والتر آلن": "أصبحت جين مقياساً ومرجعاً نعود إليهما كلما أردنا أن نقيم أعمال المؤلفين المحدثين". في أوائل عام 1816 بدأت "جين أوستن" تشعر بأنها ليست على ما يرام، لكنها تجاهلت مرضها في البداية، واستمرت في عملها، وواصلت "جين" عملها على الرغم من مرضها، وقالت إنها ليست راضية عن انتهاء Elliots وبدأت في كتابة آخر فصلين والانتهاء منها في 6 أغسطس عام 1816، وفي يناير 1817 بدأت "جين" العمل على رواية جديدة، وأكملت منها اثني عشر فصلا قبل أن تتوقف عن العمل في منتصف مارس عام 1817، وكلما تقدم المرض كان أشدّ فكانت تعاني من صعوبة في المشي، وبحلول منتصف أبريل اقتصرت "جين" على فراشها، وفي مايو رافقت "هنري جين" إلى "وينشستر" لتلقي العلاج وتوفيت "جين" في 18 يوليو عام 1817 عن عمر يناهز 41 عاما. * في كل رواياتها النساء يقعن في حب الرجل المناسب.. مع أنها لم تتزوج في حياتها فإن هذا لم يمنعها من كتابة روايات عن الزواج والنساء اللواتي يبحثن عن أزواج. فقد كانت كل صديقاتها يردن الزواج ليرفعن من مكانتهن الاِجتماعية، في نهاية كل رواياتها كل الشخصيات يقعن في حب الرجل المناسب. * الساخرة من القواعد الاجتماعية الروايات القصصية بقلم "جين أوستن" مشهورة لأنها تسخر من القواعد الاجتماعية وتظهر الأسلوب البارع لدى الكاتبة، بالرغم من أنها شهدت مدة من الحرب والثورة وعدم الاستقرار الاجتماعي، لم تكتب "جين" عن الحروب أو عن أحداث عظيمة أخرى، لم تشتبك شخصياتها مع مشكلات الحياة الخطيرة، لكن انشغلت في نوع من المشكلات التي يواجها أي شخص، أشياء تقلق كل شخص في حياته الخاصة وفي حياة الناس القريبين منه. * "جين" المنحازة لمشكلات الطبقة الوسطى.. كان لدى "جين" إحساس حاد بمعرفة طبائع البشر، ورواياتها مليئة بصور الناس الذين يعتبرون أنفسهم أفضل مما هم عليه، أشهر رواياتها هي "كبرياء وتحامل".. "كبرياء والحكم المسبق"، وهي قصة عاطفية عن المرأة الذكية "إليزابيث بينيت" والرجل الغني والمعجب بنفسه" فيتزويليام دارسي"، مع أن هذه الرواية تتكلم عن الحب ففي نفس الوقت تتكلم أيضا عن النظرية المعروفة، المنزلة الِاجتماعية. هدية "جين" إلى عالم الأدب الغربي هي الرواية الحديثة الأولى بالإنجليزية، رواياتها تتكلم عن الحياة اليومية والمشكلات اليومية للطبقة الوسطى، رواياتها كانت من أوائل الكتب التي ناقشت حياة النساء في أوائل القرن التاسع عشر، ومن أشهر رواياتها: كبرياء وتحامل، إيما، العقل والعاطفة، والإقناع.