"كل شيء يمكن أن يحدث أي شيء يمكن أن يتحمله الإنسان إلا أن يتزوج بغير حب " .. جملة عبرت بها جين أوستن الروائية الانجليزية عن عدم رغبتها في الزواج من رجل ثري بعد أن نامت لتصحو في صباح مبكر تهمس في أذن إحدي بنات أشقائها بهذه العبارة ، رغم كتابتها عن الزواج والحب والعاطفة لكنها لم تشعر بالحب الذي تريده لذلك جعلت حياتها محراباً للكتابة رغم أنها لم تحظ بالشهرة في حياتها لكن بعد أن وافتها المنية حصلت علي شهرة واسعة . ولدت جين أوستن في ستيفنتن فى بريطانيا فى 16 ديسمبر عام 1775، وكان والدها يعمل قسا قروياً لا يملك الكثير من المال، ومع ذلك فقد كانت طفولتها سعيدة ، فتعلمت جين في المقام الأول على أيدي والدها وإخوتها الأكبر سناً، كما تعلمت من قراءتها الخاصة ، و في عام1801 انتقلت اسرتها إلى مدينة باث وبعد وفاة والدها عام 1805 انتقلت جين ووالدتها واختها إلى شوتون حيث اهتم بهن أخوها الغني وأعطاهن بيتاً . لقد اشتهرت جين أوستن بنظرتها الحادة التي قرأت مجتمعها المعاصر بذكاء فكانت أولى رواياتها (العقل والعاطفة( ، وبعدها أنجزت جين أوستن عشر روايات لم تحقق لها الشهرة آنذاك لكنها تحققت بعد وفاتها . فروايات أوستن أثناء حياتها جلبت لها شهرة شخصية محدودة لأنها اختارت أن تنشر بدون ذكر اسمها مثلها في ذلك مثل العديد من الكاتبات وكان تأليفها يعتبر سر معروف بين أعضاء الطبقة الأرستقراطية لكن لا أحد يبوح به. ترمز روايات جين أوستن للكتابة التي أثارت قضايا اجتماعية ونسوية مبكرة، مثل طموحات النساء في الطبقة المتوسطة وما فوق والعراقيل التي توضع أمامهن فتحد من تفوقهن وبروزهن، بدءا من تشريعات تبعدهن عن الميراث إلى تعقيدات الزواج الطبقية وأحلام النساء التي تذهب سدى في واجبات أسرية واجتماعية وواجهات سلطوية يسيطر عليها الرجال. ورغم أنها لم تتزوج في حياتها فإن هذا لم يمنعها من كتابة روايات عن الزواج والنساء اللواتي يبحثن عن شركاء لحياتهم مثل صديقاتها اللاتي يردن الزواج ليرفعن من مكانتهن الاِجتماعية. فكانت في نهاية كل رواياتها كل شخصيات الرواية يقعن في حب الرجل المناسب . اعتبرت أعمال جاين أوستن وقت نشرها عصرية إلا انها تلقت ملاحظات نقدية إيجابية. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر اعجب أعضاء النخبة الأدبية برواياتها وأبدوا تقديرهم لأعمالها كرمز للثقافة والتهذيب. من أعمالها رواية" أحساسيس ومعقولية" عام 1811، ورواياتى "دير نورث انجر" و"تحامل" نشرت عام1813 ، و"حديقة مانسفيلد" عام 1814،"الكبرياء قيمة" نشرت عام 1815. وفي أوائل القرن العشرين أعاد مجموعة من الأدباء طبع أعمالها الفنية بعد تعديلها بعناية وبذلك تعد أول روائية بريطانية يتم الاهتمام بأعمالها الأدبية ومع ذلك فإنه قبل سنة 1940 لم يتم تقبل جاين أوستن علي نطاق واسع من الأوساط الأكاديمية بوصفها روائية إنجليزية عظيمة. قال عنها المؤرخ الكبير «مالاي » انها أعظم أدباء إنجلترا بعدشكسبير وقال عنها «والترالن » أصبحت جين مقياساً ومرجعاً نعود اليهما كلما أردنا أن نقيم أعمال المؤلفين المحدثين . كانت جين أوستن قد بدأت في كتابة روايتيها الاخيرتين وهيم "سانديتون "Sanditon و" اقناع" ولكنها توفيت حيث كانت مريضة فسافرت مع عائلتها الي ونشستر باحثة عن الشفاء، وتوفيت وهي في الواحدة والأربعين من عمرها فى 18 يوليوعام 1818، قبل أن تنتهى من كتابتهم ونشروا لها عام 1818 .